بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
لقد تعددت تعريفات الاحتلال بسب تطور أدواته ، فكان الاحتلال يُعرف انه احتلال جيوش عسكرية ارض ما، او دولة ما، اي دخول هذا الجيش اراضي تلك الدولة ويعطل الحكم فيها ويفرض ما يشاء من أنظمة ويوضع ما شاء من القوانين، ومع تطور الدول وطريقة الحروب وتعددت ادواتها التي تستعملها، ظهر شكل اخر للحرب وهو الاقتصادية ، تلك الحرب التي تحارب الدول، الدول الأخرى بواسطة الأدوات الاقتصادية والمعيشية للمواطن ، اي انها تحاربه في رزقه، وادوات معيشته، ولهذه الحرب عده أدوات وعديد من الاسلحة كي تحقق أهدافها، منها الحصار الاقتصادي ووقفالتعامل مع هذه الدولة، إلا في أضيق الحدود، *كما حصل وان حاصر اقتصاديا اهل قريش، المسلمون *في بداية الدعوة
لكننا نكتشف هذه الأيام ان اكثر الحقائق والوقائع انقلبت رأسا على عقب، فكل ادوات الحصار التي يستعملها العدو الصهيوني لم تأتي بالنتيجة ألمطلوبة منها، اي ان الحصار على الشعب الفلسطيني لم يحقق اهدافه فهذا الشعب لازال يتعامل بحياته اليومية ،من عمل ومدارس ودوائر، وايضا يصنع أسلحة يقاتل بها العدو ويؤلمه ويثبت قواعد اشتباك *عسكرية مع العدو ،ولم يؤثر به الحصار، كل ذلك يعود لطبيعة شعب غزة وأهلها ، الذين عجنهم النضال والكفاح سنوات وأخرج منهم اشرس واعنف شعوب الارض الذي يدافع عن ارضه ليحررها وهو يختلف بطبيعته عن بقية شعوب العالم، ونجد ان اسرائيل او العدو الصهيوني ، استطاعت ان تحتل اقتصاديا جزء من الدول العربية وتفرض عليها اتفاقيات، وبرامج اقتصادية لأكثر من سبب *، وإن غزة بصمودها الاسطوري ، فرضت ما تشاء عسكريا على العدو الصهيوني عندما أوقفت الحياة الاقتصادية لديه وأيضا اليومية بقصف مطاراته ومصانعه والبنى التحتية ، انها ايام خلت حاصرت فيها الجهاد الاسلامي منفردة ما يقارب ثلاثة ملاين مستوطن لعده ايام مرعوبين في الملاجئ فاصبخت، هذه البقعة الصغيرة من الأرض تحاصر اعتى قوة في المنطقة وتجبرها على الصراخ والعويل بلسان مستوطنيها

(زمن اول حوّل)