23-05-2023 03:51 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
تراهم كأنهم خشب مسنّدة، ولا نعلمون ما بأنفسهم ولا ما بدواخلهم انه الرعب، انه الخوف،
فالنضال ومقارعة العدو، خبرَة كباقي الأمور الحياتية، فأنت كلما زادت معرفتك الطويلة بمهنة ما، مع فارق التشبيه، *تصبح انت اكثر اتقانا ومعرفة لهذه المهنة او تلك ، وهذا الحاصل للنضال الفلسطيني، فمنذ سنوات طويلة، كان النضال الفلسطيني مقتصرا على الباروده الانجليزية، التي كانت تستوعب، على ما اظن خمس طلقات فقط، وكانت نادرة الوجود وثمنها مرتفع،
ومر الزمن بسنونه القاسية وايامه ولياليه المره، على الشعب الفلسطيني ومقاومته، التي لم تَمِل ولم تهدأ ولم تستكين، وتطور السلاح والتنظيم وتعدد، وتغيرت البقع الجغرافية النضالية مرارا وتنوعت، وزاد الحس الثوري وتطور بتطور وسائله وتعددها، إلى أن ما وصل اليه في هذه الأيام وهذه المرحلة. كما تطورت وسائل مهاجمة العدو تطورا نوعيا وكمّا، والذي أصبح معه يحسب الف حساب للمقاومة، سواء كانت جماعية (تنظيم) او فردية،
فنجد اليهودي المستعمر المحتل اصبح يموت في اليوم نفسيا مئات المرات، بقدر تطور وسائل النضال الفردي الذي يبتدعه ومازال الفلسطينيون
فخوفا من حجر، أو مسدس ، فباروده، اوطعن بسكين، للدهس، للقنص، لحرق المزارع بالبالونات الحارقة من غزة ، *كل ذلك جعل الإسرائيلي يفكر الف مرة عندما يهم بالخروج من منزله لقضاء حاجاته، من الشراء او التنزه او الذهاب للعمل، فيضع احتمالات كثيرة يمكن أن تحدث له جراء خروجه الاضطراري هذا ، فكلها احتمالات للقتل بأدوات وأشكال واردة تطارد كل إسرائيلي يسير في الشارع وفي اي وقت وحين، انه القتل البطيء للنفس، التي ممكن ان تُقتل في اي وقت وباكثر من وسيلة وطريقه، وإن تعدد وسائل النضال والمقاومة، زاد هذه النفس الإسرائيلية قلقا ورعبا من القادم المنتظر، فتراهم يُقَللون من طلعاتهم، وقد يَجْمَعون مشاويرهم بمشوار واحد ليقللوا من كثرة تجوالهم في الخطر *الدائم، والداهم ، إن هذا تحليل منطقي وواقعي لحياة هذا المستوطن ذكرا كان او انثى، فحالة الرعب والخوف المستمرة هذه، التي يعيشها هذا المستوطن بفعل النضال الفلسطيني اليومي، الذي لن يتوقف إلا بالتحرير، وإن ذلك جزء من النضال اليومي ، الذي لا يحسه ألمراقب او المطلع، لأنها أمور نفسية صعب ان تدركها الحواس الملموسة، وان الذي يزيد من ثقلها على نفس المستوطن، انه يصعب عليه توقعها ومعرفة زمانها ومكان وقوعها، وكيف ومتى ومن أين ستأتي، إن هذه الحالة اليومية واللحظية التي يعيشها ما يسمى ألمواطن الإسرائيلي، هي نتيجة حتمية، لا تُرى، ويصعب قياسها ومعرفتها من قبل الاحتلال البغيض ، وأنها حالة تَلم وتحيط بالمستوطن الاسرائيلي، كالسوار بالمعصم، نتيجة للنضال اليومي الذي يمارسه الشعب الفلسطيني بتنظيم او سلوك فردي، وسواء كان المنفذ ذكراً أو أنثى او طفل وهذا الذي يزيد الأمور تعقيدا لديهم،
انها فاتورة الاحتلال والاعتداء على الشعوب ومحاولة السيطره على اوطانهم ونهب وسرقة مقدراتها
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-05-2023 03:51 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |