بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
سأتحدث في هذا السياق بعيدا عن السياسه وخارج أي إعتبارات تخص العلاقه بين الحاكم والمحكوم فالملكه كأي أم أردنيه لها حقوق وعليها واجبات ومن حقها أن تفرح بأبنائها وبناتها وتظهر بهم أمام المجتمع الداخلي والخارجي بأجمل صوره ممكنه وقد تابعت كغيري من سكان العالم مراسم إحتفالات الملك والملكه بإبنهم البكر حيث لاقت هذه الإحتفالات إستحسان الكثيريين وبنفس الوقت تركت إمتعاظا عند البعض تحت ذرائع بعضها مقنع وكثيرها غير ذلك وما يحدث هنا لا يتعارض مع القاعده الإجتماعيه وهي إرضاء جميع الناس غايه لا تدرك فلا يمكن للملك والملكه معا أن يقنعوا جميع الناس بما يقومون به من اجراءات حتى لو كان العرس في صالة أفراح على الطابق الثاني وأقتصرت الضيافه على حبة جاتو وكاسة ميرندا لوجدنا هنالك أصواتا منتقده لذلك العرس البسيط وتقدم مبررات لإنتقاداتها وهذه طبيعة البشر بغض النظر عن مستواهم السياسي والإجتماعي فهنالك الكثير من الأردنيين الميسورين أقاموا أعراسا في أكثر من مكان وبتوقيتات مختلفه لأن علاقاتهم الإجتماعيه تحدد عليهم تنويع المراسم لتناسب جميع الاطياف المجتمعيه وهذا ما تقوم به الملكه في هذه الأيام حيث نجحت في ان تعيد لأذهاننا جزء مهم من طقوس الأعراس الشعبيه ولكن بثوب ربما يكون هو الاجمل وهنا آتساءل آلا يحق للملكه أن تظهر بعرس إبنها الحسين بأجمل لباس كأم وتحاول إخراج العرس وإظهار إبنها وعروسه كأجمل عروسين في العالم وبصيغه تتناسب مع مستواهم السياسي والإجتماعي وأنا أعرف أحد الأصدقاء الذي أقام عرسا لنجله في إحدى الولايات الأمريكيه ووجه دعوات لمعظم الأصدقاء في دول العالم شاملا ذلك تذاكر السفر والإقامه في فنادق خمسة نجوم وبرنامج إستقبال ووداع بكافة المراحل ولم يكتب عن ذلك العرس في الصحف والمجلات بصوره سلبيه ولم يوجه له أي إنتقاد فمن حكم في ماله ما ظلم وأنا شخصيا مدعو غدا بإذن الله على وليمه في مضارب أحد الاصدقاء الاعزاء بمناسبة زفاف إبنه في شفا بدران وبنفس الوقت ولذات المناسبه هنالك عشاء بعد غد في أحد الفنادق الفارهه وهل ذلك يمنحنا منبرا لننتقد هذه الأعراس ولكل هذا أعتقد أن الأولى بالجميع الإهتمام بما يعنينا وأن نكون واقعيين في النقد والمدح وأن تبتعد عن النفاق ونميز بين الشأن العام والأمور الشخصيه والعائليه فما يقوم به الملك وتقوم به الملكه يأتي في سياق أمور عائليه شخصيه يعبرون فيها بما يرونه مناسبا من أشكال الفرح لكي يظهروا أمام المواطن الاردني بصوره مشرقه ويحاولون أيضا الظهور أمام العالم بصفتهم ملوك بافضل مظهر فهذا إبنهم الأكبر وولي العهد وينبغي ان تكون الصوره الملتقطه من جميع الزوايا هي الأجمل لما لذلك من إنعكاسات إيجابيه على فسيفساء الأردن أمام الكاميرات العالميه وأتمنى أن نتوقف عن جلد الذات ونترك الأب والأم يفرحون بإبنهم ويتمتعون في احتفالاتهم على طريقتهم وأن نشاركهم نحن الفرحه بذات الطريقه التي يحددونها ويرونها مناسبه واخيرا أقول
مبروك لولي العهد الحسين وللأنسه رجوه ومبروك للملك والملكه وعقبال فرحتكم بأبنائكم جميعا ويا رب تمم الفرح على خير وهداة بال وندعو بالصحه والعافيه لمعالي رئيس الديوان الملكي على حسن التخطيط والتدبير والتنفيذ وكل عام والاردن والاردنيين بصحه وسعاده بمناسبة عيد الاستقلال وبيوم الجيش حامي الحمى
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين