حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3820

أعداء النجاح

أعداء النجاح

أعداء النجاح

28-05-2023 03:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : السفير قيس شقير
من بيننا من لا يحبُّ النجاح لأحدٍ، فتراه دومًا حاملًا معول هدمٍ يهوي به على كل فكرةٍ، أو عملٍ، وحتى على خاطرةٍ لم تبارح البال بعد.

فما خطب هؤلاء؟ بم يفكرون؟ وكيف نتقي شرهم؟
أسئلة نثيرها في أنفسنا، لا نُفصح في الغالب عنها، تحسبًا لسوء ظنٍ بنا وبدوافعنا وراءها. ولكنّ الطاقة السلبية التي ينفثها قريبون منا، ممن نحسب أنّهم يبادلونا حبًا بحبٍ، وحرصًا على ما فيه خيرٌ لنا، تجعلنا نقف ونتساءل: أحقًا ما يقولون؟ وما دافعهم لقول: لا تفعل كذا، ولا كذا، وتحسّب لهذا وذاك. تساؤلاتٌ تجعلنا نفكّر مليًا فيما نسمع ممن كنا نظنُّ فيهم خيرًا وسلامة نيةٍ.

وغالبًا ما نُخدع إذ إن حربهم على أفكارنا غير معلنةٍ، وأساليبهم غير مباشرةٍ. فكلما رأوك منطلقًا نحو هدفٍ مستبشرًا خيرًا بتحقيقه، ألقوا عليك بقصص فشلٍ وبؤسٍ وسوء طالعٍ، وحياةٍ كئيبةٍ؛ فلا فائدة من شيءٍ يُعمل، ولا رجاء حتى من فكرةٍ طيبةٍ، إذ الأكرم - في نظرهم - والأسلم أن نمشي كما يقولون: " الحيط الحيط...ومن الله السلامة".

هذه هي حالنا - للأسف - فكل مُحبَطٍ يريد - بعقله الباطن- أن يشاركك إحباطه كي تصطف إلى جانبه تلعن الزمن، وعدم تكافؤ الفرص... عدميةٌ يريد لها أن تعمّ حتى تخنق بهوائها الفاسد أي إبداعٍ ممكنٍ، أو أي فكرةٍ لعملٍ خيّرٍ - مهما صغر- ما لم يعد عليه بخيرٍ كما عوّدناه، أو كما تعوّد.

وبتنا لذلك، نلجأ لحديث رسولنا الكريم : " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" بأبعد من منطوق الحديث ومقصده، فأصابنا رعبٌ أرخى مفاصلنا، فما عدنا نُسرُّ لصديقٍ، ولا نشارك قريبًا لنا فرحةً بعملٍ نحن بصدده، كي يتمّ بيسرٍ، دون ما حسدٍ من هنا، أو نفسٍ ما هناك، تنفث سمومها على أفكارنا فتغلفها بسوادٍ وعدميةٍ وتشككٍ يوقف حالها، وحالنا.

فكن مع الله ولا تبال، وسر نحو أهدافك، واستعن بالكتمان ما أمكن، ولا تكن أسيرًا له، فلا تحدّث من أحبطك مرةً تلو مرةٍ بشيءٍ تنوي فعله، واخرج من دائرة سلبيتة التي تستهدفك دون أن تشعر، واقترب ما أمكنك من دائرة الناجحين المحفّزين لغيرهم للنجاح، فهؤلاء يسرّهم نجاحك، لأن النجاح عندهم هو الأصل، والفشل هو الاستثناء، إذ يرونه حافزًا لهم لإعادة المحاولة، والاستفادة من أخطائهم لتدراكها. هؤلاء هم من يٌسألون، ويُستشارون، وينفعون.
ولنا في قول رسولنا الكريم: "تفاءلوا بالخير تجدوه"، نهج حياةٍ بات أساسًا لبرامج التنمية البشرية، والبرمجة العصبية، وطرق تحقيق النجاح التي تزخر بها مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وغدت تجارةً رائجةً.








طباعة
  • المشاهدات: 3820
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-05-2023 03:42 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم