01-06-2023 08:25 AM
سرايا - في بيتنا عريس"؛ هي عبارة يرددها الأردنيون في احتفالات المملكة بعقد قران ولي العهد الأمير الحسين اليوم، حيث وضعت الكثير من العائلات مخططات لها من أجل الاستمتاع بتفاصيل مبهجة، ليكون يوماً وعرساً وطنياً بامتياز.
في الخيم المنصوبة وفي البيوت المواجهة لمسار موكب زفاف ولي العهد الأمير الحسين، تنوي عائلات أردنية أن تتواجد للمشاركة في الفرح، والخروج في المسيرات الوطنية في مختلف المحافظات، ونسبة كبيرة تنوي التواجد في الأماكن المخصصة للوقوف عند مسار الموكب، لتقديم التحايا والأهازيج كنوع من المشاركة في العرس الأردني.
إحدى السيدات التي تقطن في المنطقة التي يمر منها موكب زفاف ولي العهد، علقت في حديثها عن تحضيراتها لهذا اليوم عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها حضرت جلسة على شرفة المنزل، ودعت صديقاتها للاستمتاع والاحتفال، ومتابعة جميع الفعاليات التي ستكون من أمام منزلها، ليكون يوما حافلا وجميلا ومليئا بالفرح والأهازيج.
فيما تبعها العديد من التعليقات لعائلات قامت بالإعداد والتجهيز لهذا اليوم، وتقول ناديا عبيدات انها بالفعل قامت بالترتيب لهذا اليوم مع عائلتها للخروج والتمتع بالأجواء المبهجة التي امتدت لكل محافظات المملكة منذ أيام وليس فقط اليوم الخميس.
وتبين ناديا أنها ستتواجد في الأماكن التي قامت بعض الشركات الكبرى بتنظيمها بحثا عن مكان مناسب كونها برفقة أطفالها واشقائها، وتقول "ننوي الغناء والاستمتاع بعرس ولي العهد الذي نراه عرسا في بيت كل أردني".
اما الطفلة رجوة محمد، تشعر بالسعادة كونها تحمل ذات اسم "العروس"، كما تقول، فهي لن تفوت الفرصة بحضور فعاليات ستنطلق اليوم، خاصة أن والديها وعداها بأن تخرج منذ ساعات الظهيرة إلى معظم المناطق المتاحة في هذا اليوم في جولة فرح للعائلة، كباقي العائلات.
"الشماغ الأردني" بات في هذا اليوم على كل مشارف البيوت والأعلام الأردنية في كل زاوية وعلى نوافذ المركبات، للتعبير عن الفرح في "وطن الأمن والأمان" وفخراً براية الوطن، التي ترفع اليوم بمناسبة فرح ولي العهد، وامتدادا للاحتفال بعيد الاستقلال قبل أسبوع من هذا التاريخ.
وفي ذات الوقت، نظمت العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظات المملكة أماكن مخصصة للاحتفال بهذه المناسبة لتنعكس الفرحة في كل بقعة من الوطن، كما قام عدد من المواطنين، وبشكل شخصي، ببناء بيوت فرح ودعوة المقربين لهم للابتهاج بهذ اليوم، عدا أن وزارة الثقافة كانت قد أعلنت قبل عدة أيام تفاصيل الفعاليات التي تنوي إقامتها في هذا اليوم، في عدة مناطق في المحافظات، بهدف إشراك المواطنين بكل تفاصيل الموكب وحفل العاصمة، حيث سيتضمن الحفل بثا مباشرا لمراسم الزفاف الملكي، إلى جانب مجموعة متنوعة من الفعاليات للأطفال، والعروض الفلكلورية وفقرات غنائية مع نخبة من النجوم الأردنيين.
"منذ زمن لم نحتفل بعرس وطني كما نحتفل اليوم بحفل ولي العهد"، هكذا تقول آلاء حجازي، التي ما تزال تذكر حفل زفاف الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قبل سنوات، وترى ان ما نشهده اليوم عبر الآلاف من الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون لها دور كبير في نشر الأجواء المبهجة، ما يدفع الناس إلى الخروج لمتابعة الحفلات الموزعة في مختلف المناطق، واتاحة المجال كذلك للمواطنين لأن يكونوا جزءا من هذا العرس.
تلك الأجواء دفعت كذلك حجازي أن تضع بعبارة "نفرح بالحسين"، على مدخل البيت، والعمارة السكنية التي تقطن بها، كما باقي الجيران، وتتحضر لأن تكون ضمن المواطنين الذين سيتوافدون على مواقع الاحتفالات الموزعة في كل مكان، بمرافقة عائلتها وجيرانها.
كما تنوي مجموعات من الشباب تنظيم فقرات فنية واستعراضية في هذا اليوم مثل "زفة عريس بالمركبات" لكي يجوبوا مختلف المناطق، كل في محافظته، وكانت مجموعة من المبادرات والجمعيات الشبابية، قد دعت إلى التسجيل والمشاركة في هذه المسيرات، لتكون كل خطوة فيها منظمة ولا تتداخل مع باقي احتفالات المملكة الرئيسية، ولا تعطل حركة السير.
ومنذ احتفالات عيد الاستقلال وحتى هذا اليوم، وضع الشاب الجامعي حسام الزيود مجموعة كبيرة من الصور الوطنية والأعلام وراية "نفرح بالحسين" على مركبته الخاصة، ويستعد في هذا اليوم للخروج مع أصدقائه من منطقة سكنه في مسيرة "زفة عريس"، كنوع من المشاركة في الفرح ونشر البهجة في كل مكان، خاصة وأن تلك الأجواء المفرحة تطغى على كل مظاهر الحياة في المملكة منذ أسابيع.
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، كان قد تحدث عن أهمية أن يكون النسيج الاجتماعي في الأردن جزءا من هذه الاحتفالية الكبيرة، والتي حولت عرس ولي العهد وكأنه عرس في كل بيت أردني، ويمكن مشاهدة تلك المظاهر بشكل واضح في كل زاوية من زوايا الوطن، من بيوت وشوارع وحارات، عدا عن المؤسسات والمباني الرسمية في كل المحافظات.
ووفق جريبيع فإن كل شخص في المجتمع الأردني هو جزء من هذه الفرحة ومشارك في تفاصيلها، حيث تعتبر المناسبات الوطنية أيا كانت، ومن ضمنها حفل زفاف ولي العهد، هي صورة مشرقة لطبيعة المجتمع الأردني، وتناغم المنظومة المجتمعية فيه، وكل ذلك من الأمور التي تدفع الشخص إلى أن يشعر بروح الانتماء لهذا الوطن، يتشارك فيه الجميع كل المواقف، وهذا لا بد ان يكون له دور في تعميق هذه المشاعر لدى الأطفال والشباب في ذات الوقت.
كما يرى جريبيع أن حفل ولي العهد منذ البداية تميز بالتغني والتفاخر بالعادات الأردنية المتبعة في الأعراس المحلية، وهذا أيضا من الأسباب التي دفعت المواطنين إلى تنظيم حفلات في مناطقهم للمشاركة في العرس الوطني، ويمكن أن يلمس كل شخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي الثناء والانبهار لدى دول العالم حول الاحتفال بالطريقة الأردنية الأصيلة والتقليدية حتى في الأغاني والأهازيج التي تُبث بهذه المناسبة منبعها عاداتنا وتقاليدنا.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-06-2023 08:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |