سرايا - يتم التواصل الإنساني بطريقتين: التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي، وبالنسبة للتواصل اللفظي عن طريق اللغة، فهو علم وعلوم عدة تناولها العلماء والدارسين له وشرحوه واستفاضوا في بيان طرقه، بينما الواقع يقول إن التواصل غير اللفظي أي عن طريق لغة الجسد لم يأخذ حقه كعلم جديد ومنهج حتى الآن، ولهذا يعد علم الجسد علماً حديثاً، وقد بدأ الاهتمام به أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن الماضي، ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى ضرورة الاهتمام بهذا العلم لإتقان لغة الجسد، وكيفية التفاهم وقراءة لغة جسد الآخرين.

طريقة الكلام

وقد صدر أخيراً كتاب «فن قراءة لغة الجسد» للدكتور محمد حسن غانم، أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية أداب جامعة حلوان، والناشر مكتبة الأنجلو المصرية، ويضم مجموعة من العناوين ترصد وتفسر هذه اللغة علمياً، ومن موضوعاته على سبيل المثال: النظرة والتقاء العيون، الصوت وطريقة الكلام، الابتسامة والبكاء، أوضاع الجسم، اللمس، الحيز الشخصي، الملابس والألوان، وغيرها من الموضوعات التي تناولها الكاتب.

تعرف موسوعة علم النفس والتحليل النفسي لغة الجسد بأنها «التفاهم بين الناس والمجتمع بإشارات وحركات الجسم أو بعض أعضائه، بحيث تصبح بديلاً عن الكلام المعبر عن أفكار ومشاعر، أو تساعد مع الكلام على إيضاح المعنى المقصود وزيادة بيانه، وهكذا تأخذ هذه الإشارات والحركات دور اللغة ووظيفتها».

عادات وتقاليد

وفي فصل من الكتاب تحت عنوان: الثقافة ولغة الجسد، وتحت عنوان: لغة الجسد ودول الخليج العربي «السعودية كنموذج»، يرصد الكاتب رداء النساء في الحياة العامة والعادات والتقاليد السعودية «الخليجية» التي تتفق مع العديد من الأطر الثقافية والإسلامية.

صدق وأمانة

وفي فصل آخر من الكتاب تحت عنوان: لغة الجسد الدلالة والمعنى، وتحت عنوان فرعي: الابتسامة والبكاء، يطرح الكاتب عدة تساؤلات: هل الابتسامة تشير دوماً إلى الفرح والسرور والسعادة؟ وهل كل من يبتسم أو يضحك يكون سعيداً؟ وهل كل من يبكي يكون حزيناً؟ وهل الحزن والقهر يعبر عنه الفرد دوماً بالبكاء؟ أسئلة كثيرة تثيرها لغة الابتسام والضحك ولغة البكاء، ويؤكد عليها الكاتب أنها كلها سلوك فطري غير متعلم.

ويوضح الكاتب أن الضحك ليس نوعاً واحداً، بل أنواع هي: ضحك السرور والبهجة، ضحك السخرية والازدراء، ضحك المزاح والطرب، ضحك العجب والإعجاب، ضحك العطف والمودة، ضحك الشماتة والعداوة، ضحك المفاجأة والدهشة، ضحك المغرور، ضحك المتشنج، ضحك السذاجة، وضحك البلاهة، وكل واحد منها له تعبير خاص يعبر عنه من خلال الوجه ونبرة القهقهة، وبكل صدق وأمانة، هذا الكتاب ومن خلاله موضوعاته المختلفة المهتمة بلغة الجسد لا غنى لأي إنسان عن قراءته لفهم لغة جسده وأجساد الآخرين.

• إقرأ أيضاً : "ليالي عشتار الثقافية" البتراء بين الحاضر الثقافي وعبق الماضي
• إقرأ أيضاً : الشّاعر أحمد ضيف اللّه ينظِم قصيدةً بعنوان " شوْقًا إلى أُمّي " في مجموعته الشّعريّة الجديدة
• إقرأ أيضاً : قراءة في رواية «ثلج أحمر» لأمل أبو سل