03-06-2023 03:48 PM
بقلم : السفير قيس شقير
قد يصدق علينا القول بأننا مقلّين بأفراحنا، إذ لا يكاد يمرّ يومٌ دون تعكيرٍ لصفو حياتنا من واقعٍ سياسيٍ هيمن عليه احتلالٌ لمسجدنا الأقصى، واقتحامٌ وتنكيلٌ طال البشر، والشجر والحجر، ومعكراتٌ أخرى لصفو أفراحنا.
لكنّنا اليوم فرحنا، فرحنا بالعرس الملكي، فأقمنا بيوت أفراحٍ في مدننا، وقرانا، وكنا نحن "معزبين" في بيوت الفرح، لا ضيوفًا، وأظن أن هذا هو شأننا في بلادنا كلها، نتشارك الفرح، وكذلك مناسبات الحزن، فإذا بنا كلٌ واحدٌ متحدٌ مشاعرًا، وألفةُ، وتعاضدّا، نفزع لبعضنا. كيف لا؟ أو لم تروا كيف أقام شابٌ نشميٌ أردنيٌ مأدبة غداء عرسه في رمضان الفائت على إفطار رمضاني ضم أهل قريته مسلمين ومسيحيين؟ ألم يجمعنا طبق المنسف على مائدةٍ ضمت شيخ المسجد، وخوري الكنيسة؟.
اعرفتم لم تدافع الأردنيون اليوم إلى موكب العروسين الملكي؟ لأننا كلٌ واحدٌ، نتمايز، ونختلف، تنوعًا فحسب. تنوعٌ يثرينا، ويصبُّ في قناةٍ واحدةٍ، قناة الوطن الأعز، والأجمل.
حقّ لنا أن نفرح، نفرح بالعروسين، ونفرح بوطننا، بل وبأوطاننا معًا، إذ تقربنا أفراحنا من بعضنا، فتحيل كل مناسبةٍ اجتماعيةٍ عرسًا وطنيًا، تذوب فيه فروقاتنا، وتختفي اختلافاتنا، نحيلها أهازيجًا، وزغاريدًا تُسابق بها قلوبنا ألسنتنا...
ربِّ أدم أفراحنا، وتوّجها يا ربِّ بالفرحة الكبرى، فرحة فك القيد عن قدسنا، بمسجدها، وكنيستها وأسبغ علينا ثوب الرضا، والألفة، فنكون لغيرنا مثلًا يُحتذى...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-06-2023 03:48 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |