بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي

وانا استمع الى محدثي الأخ والصديق زهير عبيد رئيس جمعية عنبتا الخيرية، وهو يحدثني عن الجمعية ونشاطها الانساني، تذكرت قول الشاعر العراقي مظفر النواب وهو يصف أوضاع الأمة العربية المتقهقر كيف أن التقسيم قطع أوصال هذه الأمة، قائلا (زادوا القطرية ذيلاً قبلياً) ذلك أن كل قرية وبلدة وعائلة وقبيلة تُكوّن لها تجمعًا يرعى أمور حياة أبناءها المعوزين، وكنت انا لا ازال عند موقفي ان هذه التجمعات تزيد من فرقة الشعب والوطن وتمزقه، واستمر صديقي اللدود بشرح ما يقوم به واعضاء الجمعية من رعاية وتضميض لجراحات عائلات فقيرة عيناً ونقداً، الأمر الذي دفع بي ان اتجرأ واسأله عن تفاصيل ذلك، فقال اننا نقدم معونة شهرية لأكثر من 150 عائلة ، وهذه المعونات موزعة على شقّين مواد غذائية والاخر معونات نقدية، ويصل الرقم الشهري الذي نقوم بتقديمه حوالي 7 آلاف دينار، وهذه الدفعات تزيد بشكل ملحوظ في رمضان.

وعن موارد هذه المعونات، قال إنها من أصحاب الخير الذين يرفدوننا ويزودوننا بها شهريا ، اضافة إلى تقديم المنح الدراسية الجامعية للمحتاجين وهم كثر، أنني وانا استمع الى هذه التفاصيل اصابني تغيرٌ حاد في قناعاتي وادركت ان هذه الجمعيات يد خير تساعد الحكومة في قتل ودفن بذور الفقر والعوز والتقليل منها، بل والحد منها وان عملهم هذا كمشرفين وإداريين على ذلك بلا مقابل ، انه عمل تطوعي صرف، وإن هذا النموذج هو أحد النماذج الكثيرة للعمل التطوعي الذي يقوم به ابناء شعبنا لرعاية فقيرهم المحتاج ، بوركت اياديكم البيضاء التي نذرت نفسها لفعل الخير، وإننا نجد مئات الجمعيات في مختلف مناطق المملكة تقوم بنفس العمل أو زيادة