حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
  • الصفحة الرئيسية
  • ثقافة
  • قراءة نقدية للدكتورة مرام أبو النادي للمجموعة القصصية ملامح لوجوه عدة د دلال عنبتاوي
طباعة
  • المشاهدات: 5322

قراءة نقدية للدكتورة مرام أبو النادي للمجموعة القصصية ملامح لوجوه عدة د دلال عنبتاوي

قراءة نقدية للدكتورة مرام أبو النادي للمجموعة القصصية ملامح لوجوه عدة د دلال عنبتاوي

قراءة نقدية للدكتورة مرام أبو النادي للمجموعة القصصية ملامح لوجوه عدة د دلال عنبتاوي

05-06-2023 09:45 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ملامح لوجوه عدة.. قصص قصيرة جدا

في منتدى الرواد الكبار وبحضور جيد كانت أمسية أدبية لتقديم قراءة نقدية قدمتها د. مرام ابو النادي للمجموعة القصصية ملامح لوجوه عدة.. قصص قصيرة جدا كتبتها د. دلال العنبتاوي وتولت ادارة الأمسية الكاتبة سحر ملص، وبعد أن تحدثت السيدة هيفاء البشير رئيس جمعية الأسرة البيضاء مرحبة بالحضور كان الحديث لرئيس منتدى المستقبل الثقافي د. مرام التي تناولت المجموعة القصصية من زوايا عدة، فأشارت للفوارق بين أدب القصة بتصنيفاته الثلاثة الطويلة والمتوسطة والقصيرة، وانتقلت للقصة القصيرة جدا كصنف أدبي حديث، ثم تناولت المجموعة من حيث العناوين ودلالتها وأشارت لعنوانين تكررا في المجموعة مع اختلاف محتوى النصوص، وأشارت للصبغة الهادفة في المجموعة القصصية من نواحٍ مختلفة وقدرة الكاتبة على ايصال الفكرة في قصص لا تتجاوز عدة أسطر.
ثم تحدثت د. دلال وقرأت عدة قصص من المجموعة، لتترك الكاتبة سحر ملص المجال للحضور لتقدم مداخلات وتساؤلات، وبعدها قامت كل من د. مرام و د. دلال بالرد على المداخلات التساؤلات.


من بين إنتاجاتها الأدبية في النقد والرواية؛ تبزغ المجموعة القصصية ملامح لوجوه عدّة بزوغ شمس تموز؛ لتكون الأسطع والأقوى في عالم النثر، لا سيما وهي المحاولة القصصية الأولى لأديبتنا د. دلال عنبتاوي.
وبين الاختصاص في النقد والإبداع الأدبي نجحت د. عنبتاوي بالتعامل مع كل نص من نصوص المجموعة القصصية وفقا لمعايير القصة القصيرة ومقوماتها؛ فلم تبالغ بتعريضه لأدوات النقد ليظهر جسد كل نص على الصورة المثالية التي ستؤول إلى مجرد صنم غير حيّ بجمال ظاهري يفتقر إلى الحميمية لدى المتلقي- القارئ، على خلاف ذلك فقد كان التخصص العلمي لأديبتنا مرآة استعانت بها لتشذيب العمل الأدبي ليخرج بشكل أقرب ما يكون انعكاسا لبوح كل واحد منا ولكن بطريقتها الأدبية التي ارتأت أن يكون على صورة القصة القصيرة جدا.
ومن هنا يمكن أن نلمس وبشكل جلي الوحدة العضوية لكل قصة قصيرة وردت في منتجها وعددها 123 قصةً؛ فقد استطاعت د. عنبتاوي أن تحافظ على وحدة المشاعر ووحدة التصوير الفني لكل قصة بحيث تتماسك أجزاءها بل وأدى كل جزء وظيفته بكل اتقان، ووجدت أن الاحترافية تتمثل هنا بأن النص نفسه قصير فقد بلغت قصة (تجاهل) الثلاثة أسطر ومع ذلك أتقنت التعامل مع مفاتيح الوحدة العضوية لها.
أما عن الوحدة الموضوعية: كأن د. عنبتاوي كانت تعرف وجهتها في مسار كل قصة؛ فاقتصار النص على موضوع الفكرة الواحدة، يجعل القارئ متمكنًّا من موضوع القصة القصيرة، فيكفيه أن يرجع فقط إلى عنوانها ليستذكر الهدف أو الفكرة منه، ويدخل في تعزيز الوحدة الموضوعية التكثيف، فالركيزة الأساسية التي اعتمدتها المؤلفة في مجموعة القصص القصيرة جدا والتي تعد من أهم عناصرها هي اللغة المكثفة إذ استخدمت لغة مختارة بعناية ليصل المعنى مركزا وغنيا للقارئ. فعملية الاختزال في الدلالات والمعاني تتطلب جهدا ذهنيا وأعتقد أن المؤلفة أجادت في عملية حصر القارئ بعوالم افترضتها.
وفي مضمار اللغة والأسلوب فقد ضمنت الأديبة أدوات اللغة من الصور البلاغية والمحسنات في كل قصصها القصيرة، والتي أدت وظيفتها في السياق؛ فلم تكن مجرد كماليات أو استعراض لجزالتها اللغوية بل كانت تسري سريان الماء في الجداول بانسيابية ومن هنا أشيد باعتمادها على أسلوب الغائب في السرد في معظم المواقع وتجنبها للغة الخطابية وهذا ما يساعد من وجهة نظري في تكثيف المشهد والتخلص من اللغة الحوارية.
اعتمدت د. عنبتاوي على أهم عنصر من عناصر القصة القصيرة وأي عمل نثري ألا وهو عنصر الدهشة – الإدهاش فلم تخل قصة من القفلة التي تشكل صفعات إن جاز التشبيه.
وللتدليل على ذلك يمكن اختيار أي قصة في المنتج، وستكون خير شاهد على ذلك ...
من حيث النوع القصصي الذي بنيت المجموعة القصصية عليه؛ فهو الواقعي، ويمكن أن أعتبره شخصيا من أنجح الأنواع؛ لأن القارئ سيكون شريكا مع الأحداث شاء أم أبى؛ وقد يجد نفسه بين الشخصيات؛ فهي منا، وسيساوره الشك إن كانت د. دلال تقصده في مواطن مختلفة!!! لقد كانت الأديبة حقيقية واقعية فدمجت الخيال بالكثير من الواقع المعاش؛ فسيلتحم القارئ بمعظم الأحداث لأنها عوالم كما ذكرت افترضتها ولكنها اقترضتها من وحي حياة نعيشها جميعا. وهنا تكمن الجمالية فأحداثها ليست ببعيدة عنا؛ والقارئ جزء منها دون شك.
وبمناسبة الواقعية، ستلاحظ أن اسقاطات حياتية متناثرة تركتها الأديبة في بعض قصصها -سأترك القارئ المتمعن- من التقاط العبارات الأكثر تكرارا... كأن البوح الداخلي لا يمكن كبحه وهذا له دلالة واضحة على أن الأديب ينتج أعماله الأدبية الفنية، و يستحيل أن ينفصل عنها بكليته كإنسان.

أما من حيث الموضوعات التي تم تناولها في المجموعة:
تنوّعت الموضوعات وهذا مؤشر واضح على الثراء الحياتي للأديبة، فالخبرات تولد الحكمة وهذا ما سيلمسه القارئ في معظم القصص، تنوع القضايا الاجتماعية ارتبط بالمنظومة الأخلاقية التي حاولت الأديبة أن تمررها في مجموعتها ومن هنا وجب على أن أنحني احتراما لشخصها تقديرا لدورها الثقافي و المتمثل بالدور الأدبي الأخلاقي، ففقد جعلت مجموعتها القصصية منارة تشع بالقيم، فلم تترك قيمة سلبية و إيجابية إلا و أضاءت عليها، و أنا أقدر دور المثقف الإصلاحي للمجتمع الذي يعيش فيه.

وعلى سبيل الاستشهاد من مجموعتها القصصية لبعض الموضوعات أو القيم (سواء أكانت سلبية أم إيجابية):
بيت أمي -رائحة الياسمين -اللوحة- رحيل: عناوين لقصص قصيرة تحمل عاطفة جياشة بسرديات وسياقات مختلفة إلا أن القاسم المشترك بينها حب العائلة وتحديدا دور الأم في إرساء دعائم المحبة.
وسيلاحظ القارئ تكرار بعض العناوين مثل: مقاومة ص 105 من أجمل القصص التي أغرقت وصفا لحياة امرأة جميلة معطاءة..
ومقاومة ص 120
حب الأم لابنتها والمبالغة في خوفها جعل الأمر يتحقق.. فجذبت الأم توقعاتها.
رغبة ص 53 تعرج د. عنبتاوي إى الفضاء الأزرق و دلالات عميقة دون ابتذال و رغبة ص63 عالجت فيها فرق العمر و الدهشة في النهاية.



قصة هروب – مرة أخرى: تنتعش ذاكرة المكان والزمان للأديبة فتسرد لنا ذكريات الطفولة ببلاغة طاغية وعاطفة مؤثرة.
حضور: والنهاية المفاجئة للمرأة التي حنت على شاب عشقها. فقد كانت تكبره سنا
خيبة: قصة تعكس عقدة الابن الذكر.
خيانة: خيانة الفتاة لمن أخلصت لها بالنصح؛ فكانت النتيجة إنهاء خدمتها.
وهم: سوزي التي أوهمته بأنها تعشقه فأغلق حسابه المالي من شدة بخله حتى لا يرسل لها المال.
أبوة: دلالات اجتماعية عميقة بسرد واقعي أحسنت استخدامه بلغة وجماليات فنية فكرتها كانت أثر التربية والحلقة التي تجعلنا نصل إلى ذات النقطة التي انطلقنا منها (ارتداد الأفعال) من الأبناء إلى الآباء.
انتظار: وعنصر الدهشة في أن الذكر الذي جاء بعد خمس بنات كان منغوليا.
تعالٍ: قيمة أخلاقية مفقودة من قصة فكرتها التدين مقابل التعالي حتى في طرح السلام.
أنانية: هروب الزوجة بابنها الوحيد كي يبتعدا عن ملاحقة الأب ومتابعته.
ذكرى: ونهاية الابتسامة بسخرية مما يجري في حياتها؛ نتيجة القرارات غير الصحيحة.
انهيار: ضعف المرأة ورجوعها لمن كان سببا في غضبها.
ترقية: موظف بسيط تتم ترقيته وهو لا يملك مؤهلات الإعارة.
هجرة: الابن المتبنى يهجر والديه نتيجة حقده تاركا لهما حفنة من الذكريات.
طلاق: قضية الإرث وحرمان الأنثى من حقها.
مقابل: الرجل يبيع نفسه فيأخذ أجرة بيته المتراكمة مقابل قضاء بعض الليالي عندها.
قرار: عدم التكافؤ الاجتماعي
ثالثة: تعدد الزوجات
اعتذر: مشهد رومانسي قمة في الرقي صور بلاغية تمتص رحيق عطره الذي يملأ غرفته مختلطا بدخانه الكثيف الذي يحرق نفسه ويحرقها به.

تذكُّر: ومضة إنسانية لمشهد يمثل حالة المشاحنات بين الزوجين والتي تنتهي بسؤاله لها: هل تكفيك ساندويشة فلافل للعشاء؟
تعلق: الانجاب المتأخر أودى بها الفقد إلى الجنون.
هروب: الوضع الاقتصادي لرجل يجعله يهرب إلى بيت قديم عزاؤه أن يشتري زجاجة نبيذ وأقلام لرسم لوحات رائعة غريبة يحرقها ويرجع إلى بيته محملا بالقهر المضاعف.
زيارة: الزواج التقليدي، وهروبه من الزوجة الضخمة سليطة اللسان إلى أول ابنة ليل يصادفها.
ضريبة: تغير الأدوار، فالأرملة الجميلة تطالب أبناءها بضريبة مقابل صبرها.
ألم: قضية وطن في ستة سطور
بالوقت الضائع- فراغ – موت: الفراق
قصة أبناء: عقوق الوالدين – الأم انتظار راتب تقاعدها. ص104
قصة ناشر: التأثير الأنثوي يفوق تأثير الإبداع ص 107.
نحت: الصورة الرومانسية لرجل مع امرأة والدهشة أنه خائن لزوجته.
حدس: فرحة لم تتم بإنجاب الذكور والنهاية بالموت وحيدة.
تنازل: الاغتراب


د. دلال عنبتاوي في موضوعاتها كانت حداثية مواكبة للأحداث المتسارعة في عالمنا المتغير، فسلطت الدور على التكنولوجيا والقضايا الاجتماعية التي تترتب على استعمال شبكات التواصل الاجتماعي:
قصة صورة: عالم الكاميرا أخذها ... ونسيت أنها أنثى.
قصة اكتشاف: علاقات عبر شبكات التواصل.
قصة تعليق: أيضا عبر الفضاء الأزرق

صورة الرجل في المجموعة القصصية ملامح في وجوه عدة:
تعددت استخدامات صورة الرجل في المجموعة؛ فتارة تنتقده بسبب انسياقه للمرأة أو لحالة الخنوع المطلق أمام الجمال الأنثوي في قصص متنوعة السياقات.
وتارة أخرى تشفق عليه من الوحدة كقصة أرمل.
وأخرى ثالثة تعكس صورة الرجل الذي يعاني من القهر والضعف لإنجابه الإناث دون الذكور كما في قصة مقارنة 118.
وأخرى رابعة ناصرته في قصة مختلف ص 99 لأنها وجدت فيه الرجل الغارق في الحزن الذي رفض كل النساء طالبات وده؛ لأن حبيبته اختارت رجلا أقل وسامة لكن أكثر مالا.


أما صورة المرأة الأكثر تأثيرا بعد صورة الأم والقصص السابقة الذكر:
كانت الصورة الأكثر إيجابية صورة الأنثى التي أكملت دراستها الجامعية العليا واستقرت في بلد متقدم للعمل في قصة: قطيع ص 110.
وتكررت صورة المرأة النمطية في قصة قروي ص 109 وهي المرأة التي تتنازل هربا من فخ العنوسة لتعيش واقعا مخالفا لحياتها.
وفي قصة كتلة ص 100 صورة نمطية للمرأة التي تؤدي متطلبات حياتها الأسرية والزوجية دون أن تشعر بجسمها.
أما قصة حَجِر ص 101 فالبطلة التي تنادي بحرية المرأة ولكنها تصفعنا بنهاية صادمة زواجها التقليدي بوصاية أبيها.

لو قدر لي أن أقوم باستبيان يقوم على فكرة معرفة إن كان مؤلف هذا الإنتاج الأدبي رجلا أو امرأة وذلك بعرض الكتاب دون ذكر مؤلفه:
متأكدة أن التقييم أو النتيجة ستؤيد أن الكتاب لأديبة امرأة
فنعومة الدفق والقضايا التي تناولتها الأديبة قضايا إنسانية بتفاصيل لن يراها سوى د. دلال عنبتاوي

ملامح لوجوه عدة : العنوان الذي كان مقصودا لتأثيره.. أؤكد بأن فور انتهاء القارئ المتمعن للمجموعة القصصية؛ سيشعر بوجوه عديدة تطوف في رأسه؛ سيتخيل كل شخصية كأنه يستدعيها سيكون هو في وسط يحشد بهؤلاء جميعهم ... وهذا ما يؤكد أن د. دلال عنبتاوي نجحت بإيصال أفكارها عبر أحداث قصصها لنعيش نحن فيها و مع أبطالها .








طباعة
  • المشاهدات: 5322

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم