07-06-2023 11:30 AM
بقلم : هاشم الخالدي
عاصرت خلال الاعوام الثلاثين التي قضيتها في السياسة الكثير من رؤساء الوزارات منهم من كنت صديقا له ومنهم من كنت عدوا له (سياسيا وصحفيا) فقط وليس لدواعي شخصية لا سمح الله .
وفي خضم تلك المسيرة سجلت العديد من الملاحظات على مسيرة كل رئيس وزراء، أو لنقل أنها ملاحظات تجتمع عند معظم هؤلاء (الا من رحم ربي) .
الملاحظة الأولى أن رئيس الوزراء قبل ان يتسلم منصبه بالعادة يكون اجتماعيا ودودا خاصة مع الصحفيين ، متواصل مع الجميع يرد على هواتفهم سواء كانوا من اصدقائه ام من الصحفيين او من الاقارب وبالعادة يحرص صباح كل يوم على ارسال رشقة من رسائل صباحات الخير للجميع والتفاعل معهم بكل تواضع الا ان هذه الظاهرة التي اسميها (التماسيحية) تختفي فور ان يتم تكليف هذا الشخص بمنصب رئيس الوزراء فيتحول ذلك الأليف الناعم الى وحش ذو ملمس خشن ، شكاك ، عدائي ، متكبر ، متسلط ، حتى ان نبرة صوته تتغير فجأة من نبرة طفولية قبل التكليف الى نبرة (ذئبية ) بعد التكليف .
في تلك الفترة التي يعيشها معظم رؤساء الوزارات تعمل الضبابية التي تغشى عيونهم على نسيانهم لمعظم اصدقائهم واقاربهم حتى ان معظم المقربين منهم يصابون بالصدمة ولسان حالهم يقول بأنهم يتعاملون مع شحص لا يعرفونه.
يصاب بعض هؤلاء بهستيريا الكرسي او هستيريا المنصب نتيجة الهالة التي يحاطون بها من الحراسات والسيارات المرافقة وما يتم اقناعهم بانهم يمتلكون (مفاتيح البلد) فيطغى ذلك على شخصيتهم فجأه ويصابون بنوع من التعالي على كل شيء يرافق ذلك عصبية غير طبيعية نتيجة توترهم من فقدان بريق المنصب .
ولأن لكل بداية نهاية فغالبا ما يصاب معظم رؤساء الوزارات بصدمة التغيير التي هي سنة الحياة اذ يعيشون أسوأ أيامهم بعد مغادرتهم المنصب وبقائهم وحيدين في المنزل حتى ان بعضهم أُصيب بمرض الاكتئاب لأيام واشهر طويلة قبل أن يشفى من هذا المرض .
قيل لي ذات يوم أن رئيس وزراء أسبق أمضى أياما بعد رحيل حكومته وهو ينظر بحسرة الى هاتفه الخلوي لعله يرن كما كان يرن في اليوم لعشرات ومئات المرات ، قبل ان يتفضل بالإجابة على 1 % من تلك المكالمات ، لكنه الآن بات وحيدا حبيس غرفة نومه ، او طريح غرفة التلفاز يتابع عبر الفيسبوك بعد تفعيل صفحته التي كان قد ألغاها لحظة التكليف اي خبر عن الحكومة الجديدة أو وزرائه السابقين او ما قد يكتب عنه من مدح او ذم .
قلت لكم انني أمتلك بحمد الله الاف الاف القصص السياسية ومنها ما اخبرني فيه رئيس مجلس نواب قال بانه عندما ذهب للسلام على صديقه رئيس الوزراء السابق لم يجد في صالونه أحدا بعد أن كان ذلك الصالون يعج بالمراجعين قبل أيام اثناء توليه المنصب .
قال لي رئيس مجلس النواب ما حرفه : حزنت لذلك المشهد حتى أن دولته نظر الي قائلا :هل تعلم أنك رابع شخص يأتي للسلام علي بعد احالتي للتقاعد ؟
الطريف في قصص رؤساء الوزارات السابقين أنهم وبمجرد عودتهم وحيدين للمنزل يبدأ بعضهم بخلع قناع التكبر والغرور والتسلط ويرتدي بكل سهولة القناع الذي كان عليه قبل ان يتم تكليفه برئاسة الحكومة ويبدأ بإرسال باقات الورود وما تيسر من كلمات صباح الخير واغاني فيروز لاصدقائه السياسيين والصحفيين ويحرص أشد الحرص على متابعة أخبارهم وحضور مناسباتهم وكأن شيئا لم يكن في محاولة منه للعودة الى الاضواء التي ساهم هو نفسه في اطفائها ذات يوم حين اعتقد أنه مخلد في المنصب .
وبالنهاية أقول .. لا يدوم الا وجه الله .. ولكل بداية نهاية .. وما طار طير وارتفع الا كما طار وقع
من ذكرياتي ....
الكاتب مؤسس وكالة سرايا
hashem7002 @yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-06-2023 11:30 AM
سرايا |
2 - |
ما بدك هل ذكريات مع بعضهم الي كانوا سبب في خراب بيت المواطن
|
07-06-2023 08:26 AM
محمد ابو زيد التبليغ عن إساءة |
3 - |
الكراسي بتغير كل اشي استاذ هاشم
|
07-06-2023 08:28 AM
يوسف المحاميد التبليغ عن إساءة |
4 - |
لا تقلق ابو زيد كلهم برجعوا يتقربوا لقرايبهم وحبابهم واصحابهم بس يقرب يطيروهم من كراسيهم
|
07-06-2023 08:30 AM
صدام ملكاوي التبليغ عن إساءة |
5 - |
لو دامت لغيرو ما وصلت الو
|
07-06-2023 08:32 AM
فراس العدوان التبليغ عن إساءة |