07-06-2023 10:47 AM
بقلم : عوّاد إبراهيم حجازين
كثيرة هي المشاريعُ حديثة التّنفيذ التي تزيّنُ جَغرَافيّةَ الوطن ، ففي العاصمةِ الحبيبةِ خطَّ الباصُ السّريع مَسارَه يَجوبُ شوارعَ عمّانَ ، ينقلُ المسافرُ في رحلةٍ جميلة مارًّا بمناطقَ وأحياءَ تسرُّ الناظرَ ، بهندسةٍ متقنةٍ بالرّغم من الصّعوباتِ على أرض الواقع ، وأذكر منها : البُنْيَة التّحتيّة لم تكن مُهَيّأةً لمثل هذا المشروع ، ودليل ذلك خروجُ الباصِ السريع من مَسارِه ، ومخالطتِه للمركبات في بعض المناطق ، وَزِدْ على ذلك الكلفة الماديّة البَاهِظَة لمثل هذه المشاريع .
أمّا مُرْتادو الباصِ السّريع ، فهم من الطّبقاتِ والجنسيّات المُختلفة للمجتمع الأردني ، الذي يذكرك بطريقة التّعامل مع المواصلات القديمة " السّرفيس ، الدّور ، الفكّة " ، والتّعرّف على أصدقاءَ من خلال التّنقّل اليَوميّ .
رحلتي أمتعتني وبثمن زهيد ، شاهدتُ وتحدّثتُ مع مُرْتادي الباص : العُمّالِ والموظفين وطلابِ المدارس والجامعات . كانت عجوز تهمّ للصّعود مقابل الجامعة الأردنيّة ، ولا تَمْلِك بطاقةً ظنًّا منها بأنّ الأجرة نقديّة ، فَاْنْبَرَتْ إحدى طالبات الجامعة ، ودفعتِ الأجرة من خلال بطاقتِها ، وأجلستها بجانبها ، تبادلت معها الحديثَ حتى نهاية الرّحلة عند المِصدار .
بَقي أن أقولُ : كلّ مَا في وطَني جميلٌ ، والحكمُ على مشاريعِنا من خلال زيارتِك لبلدانٍ بمستوى إمكانياتنا ، وهذه تحيّة للأشخاص الذين أوجدوا هَذاْ المَشروعَ الضّخمَ الّذي كان مُجرّدَ حلمٍ صعبَ المَنال ، وأنا من الدّاعينَ بتعميم الفكرةِ في المحافظاتِ ذاتِ الازدحام المُروريّ ليكونَ الباصُ السّريع معلمًا حضاريًّا .
الكاتب : عوّاد إبراهيم حجازين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-06-2023 10:47 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |