10-06-2023 08:14 AM
بقلم : فيصل تايه
اليوم العاشر من حزيران يوم اغر غالي على قلوبنا ، فهو يوم من ايام العزّة و الفخار ، تُطالعنا فيه صفحات مشرقة من المجد والحياة الفضلى الكريمة ، ونفتح فيه سفر العزة والعطاء والفخار ، لنقرأ في صفحته الأولى ملحمة الكفاح والنضال ، ونحن ندرك ما بذله الاجداد من مشروع حياة أراده الهاشميون ، انه يوم مفعم بالعطاء الموصول والنهوض الشامل والسيادة المطلقة على امتداد خارطة الوطن والأمة ، فقد حمل به الأردنيون مع قيادتهم الهاشمية رسالة خالدة على مدى تاريخهم المجيد ، ببشرى مبادئها السامية على ثرى الاردن الطهور ، فترجموا مسيرة مباركة تكسرت فيها قيود الاستعمار وتعالت فيها صروح العلم والحضارة ، فتجسدت فيها معاني الحرية وانعتاق الفكر نحو آفاق رحبة في أرجاء المجتمع الانساني الدولي ، يحلق في فضاءاته وميادينه الرحبة ينافسه ويتعاون معه متسلحاً بكل قيم الانسانية والعدل والتسامح والصبر.
لقد كانت رسالة الثورة العربية الكبرى رسالة الاستقلال والحرية والانعتاق من كل القيود التي تقف حائلاً دون طموح الانسان ، فهي الرسالة التي تهدي السالكين على الدرب الطويل ولا تنفك مبادؤها، بشرت العرب بالوحدة والحرية والسيادة وكرامة الأجيال ، فقد نذر الهاشميون أنفسهم لمجد الأمة العربية ولمجد الأردن فكانوا رمزاً للإستقلال وعنواناً للعزة والسيادة وبقي الجيش العربي قرة عين قادته وسياجاً منيعاً يحمي الاردن ويصونه ويحافظ عليه ليتحول إلى عطاء لا ينضب ، وإنجاز وبناء يغمر أرجاء الوطن ، وتباشير فرح يحملها الأردنيون أمانة في أعناقهم ، ويصوغون من معانيه عهداً وولاءً ، ليبقى الأردن حراً قوياً ، وشعلة من العلم والمعرفة والحضارة التي وشّحت ربوعه وهضابه بسير الأنبياء والصحابة ، وتكللت بمعارك الدفاع عن كرامة هذه الأمة ومجدها ، وكان الشعب بكل فئاته ظهير الجيش ليتشكل محور التغيير والتطور والنماء.
لقد انفرد جيشنا الاردني دون سواه من الجيوش العربية بحمل اسم"الجيش العربي" ويرفع منتسبوه هذا الشعار باعتزاز كبير ، فهذا الجيش هو جيش الثورة العربية الكبرى ، وهو نواته الاولى ، وهو الجيش المصطفوي بحق ، وهو الجيش العربي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وله في كل ارض عربية شرف واجب ، وهو الجيش الذي تجاوز الحدود دفاعا عن العدل وتكريسا للسلام وقيم الامن الراشد وذوداً شريفا عن حق الانسان في حياة حرة كريمة ، هذا هو الجيش الاردني الذي نحتفل هذه الايام به ، جيش عربي واردني ، دافع عن الاردن وعن فلسطين وعن القدس بالذات ، ودافع عن كل ارض عربية داهمها الخطر ، وهو اليوم يدافع عن العدالة والسلام والاستقرار على امتداد الكوكب ، ليكون بذلك الجيش المصطفوي بحق عندما يجسد انتصار الانسان لاخيه الانسان ضد القهر والعدوان والتسلط ايا كان مكان وزمان ذلك الانسان ، فالخدمة في صفوفه شرف ليس كمثله شرف ، فهو جيش الاحتراف والانضباط والدقة والنزاهة والاخلاص للوطن .
قي هذه الذكرى ، نجدد عهد الوفاء وعهد البيعة التي نصوغ فيها من كل مفردات مسيرة الكفاح والعطاء منذ أول قطرة دم أريقت في سبيل حرية الأمة أنشودة نغفو ونصحو على أنغامها ، تنتظم بها صفوفنا خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة وجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقود هذا الحمى العربي الأصيل نحو معارج الخير والأمل .
واذ نحتفل بهذه المناسبة المجيدة ، لا يسعنا الا ان نتقدم للقيادة الهاشمية ولجيشنا العربي بمختلف تشكيلاته ومواقعه وبكل قطاعاته ولكافة اجهزتنا الامنيه والشعب الأردني بأسمى آيات التهنئة والتبريك ، وبالرفعة والسؤود .
حمى الله الاردن من كل مكروه وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار ليظل واحة للشموخ المكلل بغار الكبرياء والاباء ابد الدهر .
ودمتم سالمين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-06-2023 08:14 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |