12-06-2023 03:58 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
تُعتبر ظاهرة تعاطي المُخدرات ظاهرة خطيرة .بسبب ما تتركه من سموم قاتلة، فهي تشل إرادة الانسان وتذهب بعقله وتجره إلى ارتكاب الجرائم، وقد أخذت هذه الظاهرة تتنامى بشكل سريع في الآونة الأخيرة وأصبحت تُستهلك ويُروج لها بأشكال جديدة وغريبة ليست مألوفة، إذ لم يعد استهلاكها مقصوراً على الوسائل التقليدية للتعاطي .كالحقن والشم والتدخين والمضغ، وإنما تطورت أساليب ترويجها واستخدامها إلى إلكترونية رقمية تماشيا مع مُتطلبات عصر التكنولوجيا والمعلومات تحت اسم " المُخدرات الرقمية"، ولعل البعض سمع بهذا المُصطلح الا انه لا يعرف عنه الكثير.
ويعتقد أن اول ظهور للمُخدرات الرقمية كان في مدينة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتشرت عبر وسائل الاعلام .وأن هناك عدد من الطلاب ظهرت عليهم أعراض النشوة والسكر، على الرغم من أنهم لم يتعاطوا المُخدرات أو الكحوليات ، الا انهم استمعوا إلى نوع مُعين من الموسيقى بترددات صوتية خاصة، وهو النوع الجديد من المُخدرات الذي يُماثل ما تفعله العديد من الأدوية والأنواع المُخدرة التقليدية التي يتم تعاطيها في الواقع. ليتوسع انتشارها فيما بعد إلى أوروبا ثم إلى تركيا بشكل واسع لتظهر بعض الحالات في بعض الدول.
وفي ضوء التطور المُتسارع في عالم الانترنت وتقنية الاتصالات والمعلومات والتطبيقات الالكترونية واقبال مُختلف الفئات على يهدد حياة استخدامها، شاع في السنوات الاخيرة وعبر مُختلف وسائل الإعلام، الحديث عن ظاهرة المُخدرات الرقمية باعتبارها خطراً من يستخدم مواقع معينة على شبكة الانترنت. وهذا الخطر يتمثل بتاثيرها الضار على الصحة النفسية والجسدية والعصبية للمُستخدم، كونها تقوم على تعريض المُستخدم لذبذبات نغمات متفاوتة الشدة .مُصممة خصيصا لنقل المُستمع لها إلى حالة من النشوة العصبية والاسترخاء العصبي الوهمي، من خلال تاثيرها على ذبذبات المخ الطبيعية.
وفي العام (1839) توصل العالم الالماني الفيزيائي (هينريش وليم دوف) انه إذا سُلط ترددين مُختلفين قليلا عن بعضهما لكل إذن، فان المُستمع سيُدرك صوت نبض سريع ، وسُميت هذه الظاهرة النقر مُتباين التردد واستخدمت هذه الآلية لأول مره عام( 1970) من أجل علاج بعض المرضى المُصابين نفسياً ،لا سيما الذين يُعانون من الاكتئاب الخفيف والقلق، وذلك عند رفضهم العلاج الدوائي، من خلال تعريض دماغ المريض إلى تذبذبات كهرومغناطيسية تؤدي لفرز مواد منُشطه (كالدوبامين) ، (وبيتا اندروفين) لتسريع مُعدلات التعلم وتحسين دورة النوم ومحاولة التخفيف من الألم وإعطاء إحساس بالراحة والتحسن ، فيما اعُتبر موقعPsychology Today) ) انه يمكن استعمال هذه التقنية لعلاج القلق والاضطراب النفسي، وان المُخدرات الرقمية هي أخر بديل لتقنية الحبوب التقليدية .فالحبة الرقمية هي تطبيق رقمي جديد مجاني أُطلق في 7كانون الأول (2012 ) ، وأصبح متوفراً على الايباد والايفون وغيرها، ويمكن استعماله ليساعد على فتح شهية الشعور غير الواعي وتغيير المفاهيم. وإن استعمال الأصوات النفسية هو ليس بالجديد، إذ أجريت العديد من التجارب تلك عام (1939) من قبل العالم الروسي (دبليو دوف) ،ثم قام بعد ذلك العديد من العلماء الآخرين باستعمال هذه التقنية في الدورات الاولمبية من أجل تحسين أداء الرياضيين وجعلهم يركزون على السباقات. وبعد 20 عاماً قام العالم (براين كولبرت) بتطوير البرمجة اللغوية العصبية وجعلها على شكل حبة رقمية مُتاحة للجميع .ومن خصائصها أنها تشعر الفرد بالاسترخاء والثقة وخسارة الوزن، خصوصا عند الرياضيين ،وتُصمم من قبل مُدرب ذهني مُعترف به دولياً، فمجرد سماع موسيقى معينة يمكن أن تجعل الفرد سعيدا أو تأمليا أو مُستثاراُ، وأطلق عليها الحبة الرقمية التي يمكن أن تحدث تغييراً حقيقياً في حياة الفرد خاصة بعد ان انتشرت مواقع التواصل بشكل غير مسبوق ، واصبح الترويج لها من خلال تلك المواقع اكثر سهولة مما قبل ، جراء سهولة الوصول اليها من خلال روابط عدة يتمكن من يتعاطى المُخدرات الرقمية الحصول عليها باقل الاثمان واسهل الطرق .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-06-2023 03:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |