بقلم : علي الدلايكة
ان تكون وان يتم اختيار الاردن مقصدا للسياحة العلاجية فهذا شيء عظيم ولم يأتي من فراغ وهذا دليل كفاءة ومهنية طبية ودليل احترام وثقة عالية بالخبرات الاردنية وهذا نتاج عمل دؤوب وسمعة طيبة للمنتج الطبي الاردني وهو كذلك دليل أمن واستقرار وطمأنينة الوطن ...

ولكن لا يكفي هذا ان يحوز على اهتمام القطاع الطبي الحكومي والخاص والقطاع السياحي على وجه الخصوص حيث انه يتوقع ان تكون الاردن الوجهة المفضلة للكثيرين ممن يقصدونها للسياحة العلاجية في الاشهر القادمة ....لذلك يجب ان تكون هناك ورش عمل متواصلة من مختلف القطاعات والجهات الرسمية والخاصة تعمل على وضع تصور عام محكم لكيفية الاستفادة واستثمار هذة الحالة في ترسيخ فكرة السياحة العلاجية الاردنية في اذهان القادمين الينا ليكونوا هم عونا لنا في استقطاب المزيد وتسويق المنتج الاردني في مختلف المجالات والقطاعات وهذا يتطلب مزيدا من الحرص والمتابعة الحثيثة والاهتمام المنقطع النظير بالسائح من لحظة تواصله معنا الى لحظة وصوله مرورا بمراحل العلاج حتى الانتهاء والمغادرة وهذا يتطلب ايضا الانتباه والحذر من عمليات الاستغلال او الاستغفال من قبل البعض كما يحدث ونسمع عن حالات في قطاع النقل والمطاعم والاسكانات وغيرها وهذا يتطلب ايضا ان يتم تشكيل فرق عمل من المعنيين لتقديم النصح والارشاد للسائح وفي جميع تفاصيل اقامته ورحلته العلاجية ووضع برامج ترفيهية وسياحية معينه للمقيمين لفترات طويله تتناسب وحالتهم الصحية يتم من خلالها الترويج السياحي للمواقع السياحية والاثرية ويمكن اشراك القطاع الصناعي والزراعي في هذا المجال وهنا لا بد من الاشارة والتنويه الى ضرورة ترويج المواقع السياحية العلاجية بالمياه المعدنية كما هي في الشونة الشمالية والمخيبة وماعين والبحر الميت وغيرها والتي تعتبر ايضا مقصد الكثيرين للاستشفاء ...

نحن امام حالة مميزة ان تم استثمارها على الوجه الصحيح ويجب ان يتم ذلك فاننا سنكون امام حالة ستحدث نقلة نوعية للعديد من القطاعات ليست الطبية والسياحية على وجه الخصوص وانما سينعكس ذلك على العديد من القطاعات الاخرى والذي سيحرك العجلة الاقتصادية والتي ستحرك وتحفز العديد من الاستثمارات في القطاعات الاخرى وهذا سينعكس ايجابا ايضا على فرص العمل المتاحة وعلى الدخل القومي في موازنة الدولة الاردنية...
هذة فرصة لا تتكرر لذلك علينا ان نكون حذرين جدا في التعامل معها والتعاطي مع تفاصيلها وعلى اعلى المستويات وان ندرك ان اي خلل في اي فصل من فصولها سيكلفنا الكثير لاصلاحه مع ثقتنا باننا على قدر كبير من الخبرة والدراية والكفاءة والمهنية والاحتراف في التعامل مع هذا الموضوع بكل اقتدار وان تحذيرنا من بعض الهفوات والثغرات ما هو الا للاحاطة بها لتجنبها وعدم تكرار حدوثها من البعض والذين ينظرون الى الامور بمنظار ضيق وبشكل آني ويغيب عنهم ان قليل دائم خير من كثير منقطع....
على الجميع الاستنفار والاستعداد لتقديم الافضل وان يكون الاردن وصالحه العام محط اهتمامنا وعنايتنا