13-06-2023 12:18 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
يعتبر التسعير احد اهم بنود علم التسويق، فنجد بعض العارفين من التجار، يتعامل مع هذا البند وهذه النقطة الحساسة في علم التسويق، بكل بحرفية ووعي متزن، له علاقة بعلم النفس،....
وإن احد التجار قديما في عمان كان واعيا في محاكاة المستهلك بأمور علم التسويق فكان يُسعّر بمخاطبة عاطفة المستهلك وعقله معا، فكان يُسعّر كل منتجاته، 1.99 او 4.99 او 7.99 فأنت كمستهلك تأخذ الرقم الأول الذي يوحي إليك بالسعر الاقل، ولكن لو تفحصنا ودققنا، نجد ان الفارق فلسا واحد، ينقص من الدينار، وهو بالطريقة هذه يخاطب نفسية المستهلك، لأن 7.99 هي اقل بفلس واحد فقط من الرقم 8 ، وذلك شطارة وحرفية مُبدعة بالتسويق، لكن بالمقابل نجد تجار يُسعرون بضاعتهم وخدماتهم دون وعي ودون حرفية وخبرة بأمور التجارة والتسويق، فتراهم يُسعرون بضائعهم ولا يلتفتون إلى نقطة هامة، وهي إنه يجب ان تجعل هذا العميل، عميل دائماً، لشراء سلعتك، بسبب وجود تنافس قوي وشرس بالسوق، ان تكون اسعارك معقوله مقارنة مع المنافسين، لان ذلك هو أحد العوامل التي تديم العميل في الاقبال على منتوجاتك باستمرار، وهو (السعر) المعقول، ولأن علم التسويق لدينا علم ليس له جذور علمية وفنية قديمة ومتجذرة ، تجد ان التجار يتخبطون بالسعر والتسعير، واني هنا اتكلم عن تجربة شخصية وعملية وأكاديمية في هذا المجال، فتجد أحدهم يُسعر السلعة بثلاثة أضعاف ، ما يُسعرها تاجر اخر، وإن هذا الشطط بالتسعير يعرضك كتاجر الى ما يسمى بالتسويق (بالخسارة الصامتة) وتعني ان هذا العميل لن يعود للتعامل من منتجاتك مرة اخر ،بعد ان يكتشف اسعار منافسيك الاقل بكثير، ولأن المنافس متوفر وبأسعار اقل ، وإنت هنا لا تعلم عن قرار هذا العميل الذي قرر ان لا يتعامل معك مرة أخرى لارتفاع اسعار سلعتك مقارنة بأسعار السوق، وان قرار عدم التعامل معك مرة أخرى هو ما اشرت انا اليه أعلاه بالخسارة الصامتة، وإن هذا التاجر الذي رفع سعر سلعته ثلاثه او أربعة اسعار السوق، هو تجار، يسرق ألمواطن، اما الذي يضع اسعاره بأرباح معقولة ويخاطب بها نفسية المستهلك وبحرفية، فهي عبارة عن (شطارة) واخلاق يتحلى بها هذا التاجر، الذي من خلالها يستطيع المحافظة على زبائنه وعملائه فترة طويلة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-06-2023 12:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |