بقلم : الدكتور أحمد الشناق - أمين عام الحزب الوطني الدستوري
إن الظروف العربية والإقليمية والدولية أصبحت بمجموعها تعاند ولا تطاوع، وفقدان المناعة الاقتصادية حصيلته فقدان المناعة السياسية وضمور القواعد الاجتماعية كعنصر إستقرار للدولة.


وهذا يتطلب نهج إقتصادي وطني إنتاجي يعتمد على الذات، والإستغلال في الثروات المحلية، وتبني المشاريع الكبرى، والتوقف عن السياسات التبريرية للحكومات المتعاقبة بشح الموارد، ذريعة لإستمرارية النهج المالي ولمزيد من القروض والضرائب الجبائية، وهي سياسة أثقلت كاهل الدولة وحياة المواطنيين بإرتفاع نسب البطالة والفقر وتدني دخل الأسرة، والتردي في نوعية الخدمات بكافة مستوياتهم.


ونتساءل، لماذا لا تكون مدينة صناعية في محافظة معان، كمشروع وطني إقتصادي، حيث تقدر كمية السيلكا (الرمل الزجاجي) في محافظة معان بحوالي 12 مليار طن، بنسبة نقاء تبلغ ٩٩ بالمئة، واستعمالات الرمل الزجاجي تتركز في صناعة الزجاج ورمل السباكة وزجاج البصريات والكريستال وصناعة انظمة الطاقة الشمسية.


لماذا يغيب بناء مدينة صناعية لمنتجات رمل السيلكا ؟ كمشروع إقتصادي وطني كبير في دفع عجلة التنمية في مجال استغلال الثروات المعدنية المحلية، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة والوطن، إن خامات السيلكا الاردنية تمتاز بمواصفات عالمية لإنتاج زجاج عالي الجودة ، وهي كميات ضخمة وتمتاز بسهولة تعدينها، وهو مشروع وطني إنتاجي، ويمكن تحفيز رأس المال الوطني بمدخرات الأردنيين من المليارات في البنوك الأردنية، واستقطاب الاستثمارات لترسيخ صناعة وطنية وريادة عالمية في هذه الصناعة، لسد الاحتياجات المحلية، وريادة الأسواق العالمية كمنتج عالمي، علاوة على فتح المزيد من فرص العمل على مستوى الوطن، ورفع نسبة الدخل المحلي ونمو إقتصادي حقيقي.


السيلكا نموذج لثروات محلية في الوطن، ومحافظة معان مؤهلة لمدينة صناعية كبرى لرفد الإقتصاد الوطني والإعتماد على الذات لإقتصاد وطني مستقل .


ولكن السؤال متى نشاهد حكومات تنزل لميدان الوطن دون ربطات عنق زاهية يتوشحون بها في مكاتبهم الوثيرة ؟ ومتى ترتبط حكوماتنا بالأرض الأردنية وبخيراتها الدفينة، وتتوقف عن الارتباط بصندوق التهلكة الدولي وسياسات الإفقار البنكية محلية ودولية.

الدكتور أحمد الشناق