18-06-2023 11:33 AM
بقلم : الرائد المتقاعد علي محمد المعالي
سؤال بات يتردد كثيرا هذه الايام، خاصة ونحن نعيش ارهاصات الحرب الروسية الاوكرانية، هذه الحرب التي حركت المياه الراكدة في السياسة العالمية، وبتنا نشاهد ولادة متعسرة نوعا ما لاقطاب وتحالفات جديدة، فهناك حلف اقتصادي يدعي بريكس، اضافة الى الاتحاد الروسي، وتنامي قوة الصين في مختلف المجالات، بل ان افريقيا تحاول انشاء تكتل وقطب جديد، كما نرى نفس المحاولة في اميركا اللاتينية.
تعمل الاقطاب الجديدة على استمالة مختلف الدول للاصطفاف معها، ومن الملاحظ ان جميع هذه الاقطاب تسعى جاهدة لكسب ود الدول العربية، وخاصة دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، لما لهذه الدول من وزن وثقل اقتصادي كبير.
وبتنا نسمع هذا السؤال يتردد كثيرا، وهو مع اي قطب سوف يصطف العرب؟.
فهل يحافظون على تحالفهم التقليدي مع الولايات المتحدة، ام انهم سوف ينقسمون الى معسكرين روسي، امريكي، وربما معسكر ثالث يتمثل بالصين، او تحالف دول بريكس؟.
والغريب في الامر، ان العرب انفسهم، على المستوى الشعبي هم من يطرح هذا السؤال، وكانهم يائسون من قدرة هذه الامة لتكون قطبا مستقلا بذاته، وليس تابعا لاي قطب، او قوة عالمية اخرى.
وبعد ان طال ليل العرب، الا انني الاحظ بصيص ضوء الأمل في موقع ما من هذا النفق المظلم، يتمثل بدور الشقيقة المملكة العربية السعودية، تحاول المملكة - حسب وجهة نظري- ان تنأى بنفسها عن سياسة الاقطاب، والانحياز لقطب دون اخر، ولذلك نشاهد علاقاتها المتوازنة مع مختلف القوى العالمية، وانها لن تكون منحازة لاي قطب من الاقطاب، وكذلك الاحظ ان دولة الامارات العربية المتحدة تتبع نفس النهج.
انني اتساءل، لماذا علينا ان نصطف مع قطب عالمي دون اخر، لماذا لا نكون نحن العرب قطبا عالميا جديدا، ( ما حدى احسن من حدى) خاصة واننا نملك كل مقومات القوة التي تجعل مختلف دول العالم واقطابه يطلبون، ويرجون ودنا، وصداقتنا، عناصر هذه القوة واضحة للعيان، سواء الموقع الجغرافي الذي يتوسط العالم، والمواد الخام من بترول، فوسفات، وغيرهما، وخزان بشري كبير من المثقفين والعلماء، نفس اللغة، نفس الامة، نفس التاريخ، لدينا اكثر بكثير مما لدى اي قطب عالمي.
قيل، ان من يسيطر على الشرق الأوسط، فانه يسيطر على العالم، فهل ينتفض العرب ليس للسيطرة على العالم، وانما لتشكيل قطب انساني واقتصادي، ودفاعي جديد يكون في موقع متوسط من كافة الاقطاب، ولنا علاقاتنا المبنية على مصالح الدول العربية، والتي امل ان تصبح ذات فجر جديد ( الاتحاد الفيدرالي العربي).
من حقي ان احلم.
a.almaali@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-06-2023 11:33 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |