19-06-2023 09:00 AM
بقلم : سهير بشناق
يبدأ الحب الحقيقي عندما تنتهي الدهشة.. ونبدأ نكتشف الحب للآخر ونراه كما هو..
يبدأ الحب عندما ينبض القلب بعيدا عن الدهشة التي ليست سوى محطة عابرة بالعلاقات عليها ألا تستمر وتنتصر على الحب إن كان حقا كذلك.
يدهشنا بعض البشر الذين يمرون بحياتنا وكأنه شغف يتملكنا لفترات ومحاولات لاكتشافهم أو تملكهم فتكون البدايات التي كثيرا ما نسعى لتكون بأيامنا في علاقات بشرية لا يمكنها أن تكون حبا إلا بنبض القلوب وطمأنينة النفس بعد أن نكتشف الآخر وتمضي لحظات دهشتنا الأولى وكأنها لم تكن.
في مواقف الحياة الكثيرة نعتقد أحيانا أننا نحب وأن تلك المشاعر التي تعترينا.. هي حب لكن باللحظة التي تغادرنا الدهشة ونبدأ باكتشاف من نحبهم ونقترب منهم نعود للابتعاد مرات ومرات ونتغير كثيرا وكأن الامتلاك يغتال مشاعرنا ويفقدنا لحظات الشغف الأولى اتجاههم.
لأنه لم يكن في أي يوم من الأيام حبا ولن يكون.. فالحب يهزم دوما دهشتنا تجاه الآخرين لأنه يستوطن القلب والروح فتلازمنا تفاصيل من نحب ملامحهم أصواتهم ونصبح غير قادرين على الاستمرار بالحياة دون وجودهم وكأنهم يختصرون بوجودهم كل معاني السعاده والفرح.
الحب الحقيقي يبقى وإن غابت دهشتنا الأولى يكبر بأعماقنا يوما تلو الآخر. يصبح غيابهم موجع والحنين لهم متعب.. كل ما نحتاجه أن نبقى معهم ونستمر بهم.
تلك المشاعر التي تنتهي بانتهاء الاقتراب أو الاكتشاف والتملك للآخر ليست حبا ولن تكون هي تشبه كل شيء آخر بالحياة إلا الحب الذي لا يعترف بالتملك ويبدأ حقا عندما تمضي الدهشة وكأنها لم تكن.
فقط الحب بنبضات القلب ودفء الروح والحنين ووجع الغياب وافتقادهم هو الذي يبقى وهو أصدق ما يمر بنا بالحياة.. فالحب وإن كان متعبا وموجعا أحيانا وضعف في محطات عديدة لكن الحياة لا تحتمل أن نحياها دون حب صادق ولو مرة واحدة بالعمر
كيف يمكن للآخر أن يختصر الحياة بوجوده في أيامنا فلا تكون الحياة حياة إن غاب ولا نشتم عبق الايام ورونقها ان لم يكن حاضرا بنبض القلب تلك الدهشة الأولى كانت البدايات فقط وما زلت إلى اليوم كلما تملكني الحنين استعدت شغفي ودهشتي وأدركت كيف يمكن للحب أن يكون أجمل بكثير من كل البدايات.. وإن كان موجعا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-06-2023 09:00 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |