حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2894

حرب العملات بمواجهة الدولار الامريكي ..

حرب العملات بمواجهة الدولار الامريكي ..

حرب العملات بمواجهة الدولار الامريكي  ..

20-06-2023 12:41 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عدنان ابوقاعود / خبير ومدرب مصرفي
تربع الدولار الأمريكي لسنوات طويله على رأس هرم العملات العالمية، وأُعُتمد كعملة تداول للتجارة العالمية، وعملة احتياط لمعظم دول العالم بالنظر الى قوته المستمدهً من متانة الاقتصاد الامريكي.


بالسنوات الاخيرة بدأت دول كبرى وعلى رأسها الصين، التي تُعد قوة اقتصادية عُظمى، وأكبر مستورد للطاقة بالعالم؛ الى جانب روسيا كأكبر مُصدر للطاقة، العمل معاً علي إعتماد عملاتها الوطنية في مبادلاتهم التجارية بدلاً من الدولار، بهدف تقوية عملاتهم الوطنية، ولخلق عملة احتياط جديدة، وذلك رداً على سياسة العقوبات الاقتصادية التي تتبعها الولايات المتحدة والغرب تجاه دولهم وبعض دول العالم.


فقد اشترطت روسيا على الدول المستورده للنفط والغاز الدفع بالروبل، وبدأت كل من الصين والهند وهما أكبر مستوردي الطاقة بالعالم بتسديد ثمن الشحنات بالروبل، وكذلك فعلت تركيا بتسدد ربع ثمن شحنات الغاز بالروبل، وتتزايد الدول المتعاونة مع روسيا والصين لاعتماد عملاتها الوطنية في تعاملاتها التجارية البينية، فقد أعلنت الارجنتين على اعتماد اليوان في تجارتها مع الصين، كذلك أعلنت فنزويلا انها ستمضي قدماً نحو التخلص من الدولار في التعاملات التجارية، كما يُشكل تجمع دول بريكس وهي (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) والتي يبلغ ناتجها الاجمالي 31% من اقتصاد العالم، تحدي كبير للدولار نحو هدف إنهاء هيمنته في التبادلات التجارية الدولية. فقد بلغت تجارة الصين مع البرازيل 150 مليار دولار، ومع الهند 115 مليار دولار. وتنظم أيضاً دول لها وزن وحجم كبير بالتجارة العالمية الى الجهود الرامية لمواجهة الدولار وتحجيم إستخدامه بالتجارة العالمية، مثل الباكستان وإيران وأندونيسيا وماليزيا، بالاضافة الي دول الاتحاد الاوراسي وعددها ثمانيه، التي تستخدم الروبل في 90% من تعاملاتها مع روسيا.


عربياً؛ تعتبر الصين الشريك التجاري الاكبر للدول العربيه بحجم تبادل سنوي 430 مليار دولار. فقد أعلن العراق عزمة على اعتماد اليوان في تعاملاته التجارية مع الصين. كما أعلنت السعودية وهي أكبر منتج للنفط بالعالم، وأكبر اقتصاد بالشرق الاوسط، نيتها التعامل بعملات أخرى غير الدولار، في إشاره الي اليوان. كما أعلنت كل من مصر والجزائر تعاملهم بالروبل مع روسيا، إضافة الى توجه السعوديه والامارات ومصر والجزائر للانضمام الي تجمع بريكس.


أوروبياً؛ وبتصريح لافت للرئيس الفرنسي ماكرون عقب زيارته الأخيره للصين حيث قال: أن على دول الاتحاد الأوروبي تقليل إعتمادها على الدولار الأمريكي خارج حدودها الإقليمية.


ومما يزيد من الضغوط على الدولار أيضاً، في ظل المديونية الامريكيه الهائلة التي بلغت 31.4 تريليون دولار، تحذير خبراء الاقتصاد من الاستثمار في سندات الخزانة الامريكية، ويدعون الدول الى التقليل من نسبة الدولار كعملة إحتياط في سلة عملاتها الوطنية. هذا بالاضافة الى مخاوف تخلف الولايات المتحده الامريكية مُجدداً عن سداد ديونها مع موعد المراجعة الثانية لسقف الدين بداية عام 2025، في ظل الاختلاف والتوتر الذي ظهر بين الديمقراطيين والجمهوريين بالكونجرس مؤخراً أثناء مباحثات المراجعة لرفع سقف الدين التي أثمرت عن تمديده لمدة عامين. هذا وقد عبرت وزيرة الخزانة الامريكية هذا الشهر عن مخاوفها تجاه الدولار، وقالت (بأن الدولار بدأ يفقد جزء من هيمنته كعملة إحتياط على المستوي العالمي، بالتزامن مع بدء بعض الدول الاستغناء عن الدولار في تعاملاتها التجارية).


إن تحقيق هدف تحييد الدولار يحتاج إلى توحيد جهود الدول الاقتصادية الكبرى التي لها مصلحة في ذلك، وأن الصين هي الأقرب الى رفع شأن عملتها الوطنية اليوان، بالنظر إلى كونها دولة إقتصادية عظمى، وأيضاً لكبر حجم تجارتها الخارجية، وسعيها الحثيث لترسيخ مكانة عملتها تجارياً علي حساب الدولارً، وهي تسعى بجد نحو هذا الهدف من خلال بحثها عن فرص إستثمارية في أسيا وأفريقيا لتعزيز سيطرتها الاقتصادية العالمية، حيث قامت بإسقاط الديون عن دول أفريقية مقابل حصولها على إستثمارات هناك، كذلك تنتهج روسيا نفس المسار لكسب ولاء القاره السمراء، من خلال شطب الديون وتقديم الدعم الغذائي للدول المحتاجه هناك، ومن أجل هذا الهدف أيضاً إستضافت عام 2019 في شوتشي المنتدي الاقتصادي الروسي الافريقي، وستُعقد القمة الثانية في سانت بطرسبرغ بشهر تموز2023، لتوطيد علاقتها التجارية والعسكرية والتكنولوجية بإفريقيا.


من الواضح أن هناك صحوة وتوجة عالمي وتعاون متزايد نحو التحرر من سياسة العقوبات والضغوط الغربية وهيمنة الدولار، لان العالم سأم من سيطرة القطب الواحد الذي يفرض إرادتة ومصالحه وقواعده الخاصه بدلاً من القانون الدولي. وكما قال الرئيس الروسي ( إن التغيرات التي يشهدها العالم الان عميقة وجذرية وعلينا أن نكون مستعدين لذلك)، ومع ذلك فان الإطاحة بالدولار الامريكي ليس سهلاً ولن يكون بالمدى القصير، ومثلما حقق الدولار مكاسبه ومكانته العالمية على مدى عشرات السنوات مدعوماً بمقومات واستقرار دولة عُظمى، ستحتاج أي عملة اخرى لسنوات حتى تحل مكان الدولار ولن يكون ذلك فجأه بل بالتدريج وسيسبق ذلك مؤشرات.








طباعة
  • المشاهدات: 2894
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-06-2023 12:41 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم