حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2107

الاستثمار الفكري: راهبات الوردية أنموذجاً

الاستثمار الفكري: راهبات الوردية أنموذجاً

الاستثمار الفكري: راهبات الوردية أنموذجاً

21-06-2023 08:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. اخليف الطراونة
كثيراً ما كان يردد البعض، وما زال، أن الكثير من المدارس الخاصة غايتها تجارية بحتة أساسها «الربح والخسارة» وأنها لا تلتفت إلى نوعية التعليم وتجويده. لا أنفي هذا القول في المُجمل، لكن هناك، ومنذ بزوغ فجر التعليم الخاص في بلدنا الحبيب، نماذج تحتذى في التعليم المدرسي المميز والراقي لا يتسع المجال لسردها والحديث عنها. وشكّلت هذه النماذج بمخرجاتها التعليمية ومبادراتها الإبداعية، إضافة مميزة لمسيرة التعليم عموماً التي هي رأسمالنا الذي نفاخر به ونعتز.

واستمرت مسيرة التعليم الخاص في التوسع والنماء، وأصبحت رديفاً للتعليم الحكومي تتجه الأنظار إليها في تقديم تعليم نوعي متميز ومقتدر، وذلك من خلال مناهج دراسية وطرق تدريسية متقدمة تتمايز عن نظيراتها في المدارس الحكومية، وكادر تعليمي» معلمين ومعلمات» ونخبة من المديرين، على درجة عالية من المهنية والكفاءة؛ فازداد انتشار هذه المدارس وتوسعها واستقطابها للطلبة، لكن ومع الأسف، كانت هناك نماذج أخرى اعتمدت معايير الربح والخسارة أساساً لرسالتها التعليمية، ما أدى إلى تدني مستوى الخريجين.

أسوق هذه المقدمة بعدما سُعدت بحضور حفل تخريج ابنتي «نور » في مدرسة راهبات الوردية لهذا العام لأُشاركها فرحتها ولأبعث في قلبها وروحها الأمل والعزيمة في حياتها القادمة. لقد كان الحفل الذي رعته صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية الطباع، يحمل معاني كثيرة؛ أولها التأكيد على أن للمدرسة، بوصفها مؤسسة تربوية وتعليمية وتنموية، وبصرف النظر عن رؤية المشككين في دور مدارسنا الحكومية عموماً والخاصة خصوصاً التي تُمثّل ما نسبته ٣٠٪ من مجموع طلبة المدارس في المملكة، دوراً سامياً ونبيلاً ومكمّلاً في بناء شخصية الطالب، وأداء دورها التربوي المتمثل في غرس القيم السامية والمبادئ النبيلة في نفوس أبنائنا الطلبة، وإكسابهم السلوكيات الحسنة والمحبّبة، بجانب دورها في العملية التعليمية وتوظيف التقنيات الحديثة وبلورة استراتيجيات التعليم المواكبة لآخر مستجدات العصر والمستندة إلى التفكير النقدي البنّاء وتنمية روح الريادة والابتكار، ونشر لغة الحق والخير والمُثل والجمال والتسامح في مجتمعنا الأردني، وتعزيز مفاهيم الولاء والانتماء وحُب الوطن، وتجذير الوعي الوطني.

فالمدرسة- كما الجامعة- لا تقتصر رسالتها على الجوانب التعليمية والتربوية فقط؛ بل عليها واجبٌ آخر هو تنمية شخصية الطالب واحتضان الإبداع، ومنح المبدعين الذين يمتلكون خيالاً واسعا وقدرة خلاقة على التحليل والابتكار، حافزاً إضافياً يدفعهم إلى مضاعفة جهودهم للتسابق في ميادين التطور والتجديد، وتعزيز مسؤوليتهم المجتمعية والعمل الجماعي الإيجابي، وغرس قيم العمل والبذل والعطاء، وتنمية روح الإبداع والموهبة لدى الطلبة من فنون ومسرح وآداب وغيرها المرتبطة باهتمام ورغبات الطلبة، والمشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية والمناسبات الوطنية، ومعايشة الحدث والمناسبة؛ فهذه الأمور كلها هي من صُلب رسالة المدرسة في تنمية القيم وتنوير عقول الطلبة التي تسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم القيادية وتعزيز التصاقهم بوطنهم وأمتهم، والتزامهم الأخلاقي الذاتي وابتعادهم عن كل مظاهر الانحراف والعنف والأخلاق الذميمة.

ولقد عزّزت الفاضلة كلارا المعشر، مديرة المدرسة، في كلمتها التوجيهية في أذهان الطلبة الأمل في المستقبل، ودعتهم ليكونوا سفراء للسلام والوحدة والمحبة وليصنعوا مستقبلاً أكثر إشراقاً وقبولاً، وألاّ يمضوا كل وقتهم في العلم والعمل فقط؛ بل عليهم إيجاد الأوقات الملائمة والمناسبة للاستمتاع بالحياة والاهتمام بأنفسهم.

أهنىء أبنائي وبناتي الطلبة الأعزاء، وأزجي شكراً وافراً لمدرسة راهبات الوردية: إدارة ومعلمين وكادرا إداريا دام الفرح عامراً في وطننا الأردن الحبيب وفي قلوب أبنائه الطلبة الذين هم إشراقة المستقبل وعماد نهضته وازدهاره. وحفظ الله مسيرتنا التربوية والتعليمية في وطننا الأردن العزيز في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.








طباعة
  • المشاهدات: 2107
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-06-2023 08:49 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم