بقلم : د. هبة أبو عيادة
الأرغونوميا هي مجال دراسة تصميم الأدوات والأجهزة والأنظمة بطريقة تجعل استخدامها أكثر راحة وسهولة للإنسان وتحسين جودة حياة الإنسان وزيادة كفاءة العمل وتقليل التعب والإجهاد، وتعد الأرغونوميا مجالًا شاملاً يشمل العديد من المجالات، بما في ذلك التصميم الجرافيكي والصناعي وعلم النفس البشري وتتمحور حول فهم العلاقة بين الإنسان والآلة وكيفية جعل هذه العلاقة أفضل، لتوفير بيئة صحية وملائمة ومريحة.

تكمن أهمية الأرغونوميا من حقيقة أن الإنسان يستخدم الآلات والأدوات في العديد من جوانب حياته، سواء كان ذلك في المنزل أو في مكان العمل. وبالتالي، فإن تصميم هذه الأدوات والأجهزة بطريقة تتناسب مع قدرات الإنسان واحتياجاته يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الصحة والرفاهية، وأركز في هذا المقال كيف نصمم مؤسساتنا التربوية بطريقة مثالية توفر الراحة والأمان النفسي من خلال تطبيقات الأرغونوميا؛ مثل التصميم الجيد للمقاعد بطريقة تجعلها مريحة للجلوس لفترات طويلة والأثاث والإنارة بشكل مريح والمباني بطريقة تقلل الضجيج ?الأدوات بشكل صحي وآمن والأجهزة الإلكترونية بطريقة تجعلها سهلة الاستخدام وتقليل التعب على المستخدم وبالتالي تحسين الحياة البشرية وزيادة الإنتاجية وتحسين الصحة والرفاهية، وهذا ما يجعل هذا المجال مهمًا جدًا في الحياة اليومية.

إن الأرغونوميا ليست مجرد مجال دراسة بل هي تطبيق عملي يتطلب تعاونًا بين الخبراء في التصميم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية ويتطلب توظيف خبراء في هذه المجالات وتشكيل فرق عمل متخصصة لتصميم بيئة ملائمة التعليم لما لها من فوائد نذكر منها ما يلي: تقليل المشاكل الصحية: يمكن أن تساعد في منع مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك الاضطرابات العضلية الهيكلية، مثل متلازمة النفق الرسغي وآلام الظهر وآلام الرقبة. وزيادة راحة الطلاب: عندما يكون الطلاب مرتاحين، فمن المرجح أن يشاركوا في التعلم. وتحسين تعلم الطلاب: يمكن?أن تساعد بيئة العمل في تحسين تعلم الطلاب عن طريق تقليل التعب وزيادة التركيز. وخفض التكاليف: يمكن أن تساعد بيئة العمل في تقليل تكاليف مطالبات تعويض العمال والنفقات الطبية. هنالك عدة تطبيقات للأرغونوميا في المؤسسات التعليمية: تصميم القاعات الدراسية تصميمًا هندسيًا لتعزيز راحة الطلاب والتعلم. يتضمن ذلك أشياء مثل الكراسي القابلة للتعديل والمكاتب والإضاءة. والأثاث: ليناسب احتياجات الطلبة الفردية. يتضمن ذلك أشياء مثل الكراسي القابلة للتعديل والمكاتب وخزائن الكتب، التجهيزات: تصميم المعدات لتكون آمنة وسهلة الاستخد?م. يتضمن ذلك أشياء مثل أجهزة الكمبيوتر والآلات الحاسبة والمجاهر. والأنشطة المدرسية: تم تصميم الأنشطة المدرسية المصممة هندسيا لتكون آمنة وممتعة. وهذا يشمل أشياء مثل الرياضة والموسيقى والفن.

أختم مقالي بمجموعة مقترحات للقيام بها لتحسين بيئة مؤسساتنا التربوية كما يلي: أولاً: إجراء تقييم مستمر: يمكن للتقييم المريح تحديد المخاطر المحتملة والتوصية بالحلول. ثانيًا: توفير التدريب للموظفين: تدريب الموظفين على كيفية استخدام الأدوات والمعدات الخاصة بهم بطريقة آمنة ومريحة (لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطاد) بالاستخدام الأمثل للأدوات والحفاظ عليها توفير التدريب للمعلمين والموظفين والطلاب على مبادئ بيئة العمل بطريقة آمنة ومريحة، ثالثًا: تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة: يجب على الموظفين أخذ فترات راحة طو?ل اليوم للتمدد والتحرك (لجسدك عليك حق)، رابعًا: توفير الأدوات والمعدات المريحة: يجب على المؤسسات التربوية تزويد الموظفين بالأدوات والمعدات التي يحتاجونها للعمل بأمان وراحة. خامسًا: بيئة عمل آمنة هي جزء مهم من خلق بيئة تعليمية آمنة وصحية. سادسًا: تمويل الأبحاث: يساعد في تحديد التدخلات المريحة المحددة التي يمكن أن تحسن صحة الطلاب وراحتهم وتعلمهم. سادسًا: إجراء تغييرات على البيئة المادية: قم بإجراء تغييرات على البيئة المادية للمدارس لجعلها أكثر راحة. يمكن أن يشمل ذلك أشياء مثل توفير أثاث قابل للتعديل وتحسين ا?إضاءة وتقليل مستويات الضوضاء. سابعًا: الدعوة إلى تغييرات السياسة: الدعوة إلى تغييرات في السياسة من شأنها أن تسهل على المدارس الاستثمار في بيئة العمل. يمكن أن يشمل ذلك أشياء مثل الإعفاءات الضريبية للمدارس التي تشتري معدات مريحة أو تمويل الأبحاث المريحة.

في الختام، يمكن القول إن الأرغونوميا هي مجال حيوي يسعى إلى تحسين جودة حياة الإنسان وزيادة كفاءة العمل وتقليل التعب والإجهاد. ومن خلال تطبيقاتها العملية، يمكن أن تؤدي إلى تحسين الصحة والرفاهية وزيادة الإنتاجية، وتوفير بيئة مريحة وآمنة.