21-06-2023 09:21 AM
بقلم : نيفين عبدالهادي
كثير من المفردات والعبارات لم تعد مجدية في استخدامها بالكتابة عن الحدث الفلسطيني بشكل عام والمقدسي بشكل خاص، ففي وصف الواقع على الأراضي الفلسطينية عمليا تصبح الكلمات هزيلة التعبير، ففي حديثنا عن أحداث على أنها «سابقة» بات الاحتلال يوميا يقترف جرائم وإجراءات وانتهاكات تعدّ سابقة، وفي الحديث عن الرفض والإدانات بات يكرر ذاته كون إسرائيل تقترف يوميا ما يستدعي أشد عبارات الإدانة والرفض وغيرها وغيرها من العبارات التي تحضر في الحدث الفلسطيني نتيجة ليس فقط لتكرار إسرائيل لهذه الجرائم إنما لاستحداث جديد يومي أفرغ العبارات والمفردات من معانيها.
ليس جديدا القول إن فلسطين تعيش هذه الفترة أياما عصيبة، وجرائم يومية ربما باتت سياسة واضحة تاريخيا، أن تحوّل إسرائيل المناسبات الدينية إلى أيام وحشية على الشعب الفلسطيني، دون التفريق بين مسلم ومسيحي وبين شباب وأطفال ونساء وشيوخ، فهذه الأيام تشهد فلسطين انتهاكات وجرائم يومية، على الرغم من أن الهزيمة تقف لإسرائيل دوما بالمرصاد الفلسطيني، وخسائرهم تتوالى يوميا، كون الاحتلال ينسى أو يتناسى أنه يواجه شعبا دربه للحياة الشهادة، شعب سيبقى صامدا مناضلا للدفاع عن تراب وطنه وحريته ويقدّم لذلك روحه وجسده ودماء أبنائه!!.
وفي القول إنها سابقة، ربما بات تعبيرا ضعيفا يحتاج بحثا عن عُمق لغوي أكبر، لكنها سابقة وخطيرة اجبرت شرطة الاحتلال امس الاول في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا جميع العاملين المناوبين في المسجد الأقصى المبارك من حراس ورجال اطفاء وفنيي صيانة وغيرهم على الخروج من المسجد الأقصى المبارك بالقوة، وذلك بعد احتلال المسجد وتحويله الى ثكنة عسكرية من قبل العشرات من أفراد الشرطة والقوات الخاصة وحرس الحدود المدججين بالسلاح، وتبع ذلك اقتحام تعسفي للمسجد القبلي وإجبار مجموعة من النساء والرجال المعتكفين في العشر الأوائل من ذي الحجة على الخروج من المسجد بعد الاعتداء عليهم وإهانتهم واعتقال الشباب منهم.
نعم هي سابقة، وخطيرة، يرافقها سؤال كبير بعد تحذيرات أطلقها مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، إلى متى؟ سؤال برسم الإجابة، هل الاعتداء على المقدسات والمصلين والمعتكفين مسألة عادية تمر مرور «الفزعة» أو مرور التغاضي وكأن جريمة لم تكن؟!، هل على المقدسيين والفلسطينيين والعاملين في المسجد الأقصى المبارك البقاء على حافّة أزمات وانتهاكات لا تنتهي، وبات اقتراف «السابقة» بحقهم أمرا عاديا، تثار حوله الاعتراضات والإدانات، وتتسابق الأقلام لوصف ما حدث، لتعود ذات الأقلام وتكتب بعد أسبوع أو شهر أو أكثر أو أقل ذات الكلمة لأحداث جديدة، باتت بها العبارات عمليا هزيلة التعبير.
ما حدث في المسجد الأقصى المبارك أمس الأول، تصرف قمعي همجي، واللجوء للقوة من قبل شرطة الاحتلال بحق المصلين والعاملين في المسجد الأقصى هي جريمة جديدة تضاف لقائمة جرائم تقترفها إسرائيل يوميا بحق المقدسيين والفلسطينيين وبحق السلام وحتى الأمل بغد أفضل، ومن غير المنطق أن تتكرر هذه الجرائم ودون أن تدرك إسرائيل أن المسؤول حصرياً عن المسجد الأقصى المبارك وادارته بكامل مساحته البالغة 144 دونما ومحيطه مسجداً خالصا للمسلمين وحدهم، ولن يقبل الأردن بقيادة الوصي الهاشمي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ولا الفلسطينيون بغير ذلك، ولن يُسمح لهم بتمرير خططهم الاحتلالية فالعيون لن تُغمض على هذا الحق الفلسطيني الأردني الإسلامي.
ووسط هذه الجرائم والاعتداءات، يؤكد مجلس أوقاف القدس أنه وجميع العاملين في الأقصى وأهل القدس سيبقون حراسا أوفياء للأقصى ملتزمين بحمايته والدفاع عنه كمسجد إسلامي لا يقبل شراكه ولا تقسيما، وذلك تطبيقا لوصاية الملك عبدالله الثاني صاحب الوصاية والرعاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هي رسالة فلسطينية مقدسية واضحة لا ضبابية بتفسيرها، وهو الحسم الأردني الثابت.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-06-2023 09:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |