22-06-2023 03:47 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
من المُهم ان يكون للتعليم مساحة هامة في عمليات التحديث والتطوير ، فبدونه لا يمكن ان يكون هناك نوع من التقدم نحو الافضل ، ومن هنا فان أهمية مُستقبل التعليم يكمن في انه سيجعل النظام التعليمي بشكل عام في الاردن جزءاً هاماً مُرتبطاً بنظام شامل إقتصادياً وإجتماعياً وسيظهر هذا الإرتباط على شكل مُبادرات تعليمية حيث ستُركز هذه المُبادرات على عملية النهوض بالطالب والمُعلم والمنهاج بالإضافة الى تحسين البيئة المدرسية بشكل مُستمر بما يتناسب مع التطور التعليمي ومُتطلبات العصر والثورة العلمية والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي .
ان أهمية إستشراف مُستقبل التعليم تنطلق من أهمية التعليم ذاته حيث تُخصص الدول المُتقدمة جزء كبير من مواردها للتعليم وتطويره ، وذلك من أجل ان يُسهم في تحقيق الرخاء والازدهار والإستقرار ، حيث يُعتبر الجيل المُتعلم هو مصدر القوة للدولة ، وإن إستشراف المُستقبل يهدف إلى ترشيد القرارات التعليمية بهدف إستغلال الموارد الأمثل وهو السعي الى تحسين مُستوى الكفاءات في توظيف الموارد في مجال التعليم بشتى أشكاله .
وإستشراف المُستقبل التعليمي يستهدف وضع بدائل وتصورات وإختيارات تُساعد صانعي القرار التعليمي لإختيار ما يُناسب الأجيال القادمة من أنظمة تعليمية وتزداد أهمية إستشراف المُستقبل التعليمي من خلال تزايد التنافس بين الشعوب من أجل كسب السباق في زمن العولمة والإقتصاد الرقمي والثورة المعلوماتية التي باتت هي المُحرك الاهم في عمليات التطوير والتقدم العلمي ، حيث تسعى رؤوس الاموال جاهدة في التنقل باحثة عن بيئة تعليمية ذات جودة عالية ، حيث تضمن عائدات كبيرة للمُستثمر.
وستجعل المملكة الاردنية النظام التعليمي وفق هذه الرؤية جُزءاً مُرتبطًا بنظام إقتصادي وإجتماعي أشمل ترتكز جميعها على النهوض بالطالب والمُعلم والمنهج، وتحسين البيئة المدرسية وتعزيز الصورة الذهنية لوزارة التعليم بما يتما شى مع البرامج والمشروعات التي تقدمها، والتي يرى البعض إنها الاهم والابرز لإعادة الثقة بين الوزارة ومُعلميها، ورفع درجة الوعي المُجتمعي التي تُعتبر أحد الاذرع القوية والهامة لتنفيذ خطط وبرامج التحول وصناعة مُستقبل التعليم في ظل هذه المُبادرات بعيداً عن البيروقراطية السلبية التي يصفها أبناء التعليم بأنها أحد الأسباب التي كانت عائقًا دون نجاح أغلب البرامج والمشروعات التعليمية التي ماتت منذُ ولادتها .
وحتى تتطوير العملية التعليمية فان من المُهم ان تتسم هذه الرؤية بسمات شمولية تتمثل في اتاحة التعليم للجميع بدون إستثناء ، إبتداء من الحضانة وحتى الدراسات العُليا ، حيث يشمل التنوع في المناهج التعليمية المُختلفة في كافة المراحل العُمرية بما يتناغم مع القيم الاردنية ، ووفقاً للتطورات المعرفية والثورة الرقمية والمعلوماتية ، ولم تغفل تلك الرؤية عن ذوي الإحتياجات الخاصة ، وتوفير كافة السُبل لهم وتركز الرؤية على العناية اللازمة بالمُعلم والطالب على حد سواء ، حيث تواكب المناهج الحديثة المُتطورة لتُمكن الطالب والمُعلم من القُدرة على التواصل مع التطورات المعرفية والمُستجدات الحديثة ولم يغيب المُعلم عن ما تحتوية الرؤية من عناصر هامة كونه المُحرك الاساس للعملية التعليمية ، من حيث توفير الدورات المُتقدمة له وتُمكينه من الإطلاع على كل جديد وحديث له علاقة بالمعرفة التي تُركزعلى طرق التدريس الحديثة والفاعلة وإثراء معرفته بالورش التعليمية والتربوية الحديثة تتعلق بمواكبة العصر الرقمي التي تخدم قطاعات التعليم المُختلفة ، خاصة في ظل السعي إلى الغاء وزارة التعليم العالي .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-06-2023 03:47 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |