بقلم : نضال الثبيتات العمرو
يستخدم التعبير المجازي (رصاصة الرحمة) عند الإشارة الى انهاء أمرٍ ما ميؤوس من عودته لطريق الصواب؛ كما وانه يُطلق على الانسان عندما يصل لمرحلة تكون نهايته أفضل من بقائه عليلاً متخبطاً.

تابع الأردن من خلال ظهور رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة عبر شاشات التلفزة حوار لا يمت بصلةٍ بين ما وسم به وما كان فعلا على ارض الواقع.

كان المتوقع من حوارات الشباب مع رئيس الوزراء ان تكون صريحة صادقة بمنتهى الشفافية إلا انها للأسف لم تكن كذلك بإستثناء أمر وحيد ألا وهو التصريحات السابقة للرئيس بأن أجمل الأيام لم تأتِ بعد؛ واعترافه بأنها لم تكن حقيقة وانما عكس ذلك.

كل ما دار خلال الحوار بخصوص الموارد الطبيعية الاردنية عارٍ عن الصحة وفنّده الكثير من أبناء الأردن من أهل الاختصاص والعلم؛ ناهيك عن الذهاب بعيداً بإلغاء وزارات سيادية كما وزارة التعليم العالي بدلاً من تطويرها؛ وكأن الرسالة التي أرسلت للمتلقي من طلبة ام الجامعات - الذي كانوا يتلقون كلمات رئيس الوزراء بإستغراب – تسريب الأسئلة وسيلة للنجاح مستقبلاً خاصة بعد ان كشف الحضور ان الأسئلة كانت مسرّبة للشخصية العامة التي امامهم؛ مع العلم ان من ابجديات التربية و التعليم والتعليم العالي أن الطالب الذي يحصل على الاسئلة مسربة له جاهزة ويكشفه مراقب القاعة يُعد طالب ساقط أي غير مؤهل وغير كفؤ لإجتياز الاختبار لضعف قدرته على التعلم والاستيعاب وإدارة فترة تحضيره؛ وبالتالي استخدم الغش وهذا فساد يولّد فاسد في أي موقع يصل له هذا الطالب.

لن تُعجب هذه الكلمات أصحاب العطوفة والمعالي المتنفعين من وجود رئيس الوزراء الحالي في موقعه؛ وهذا امر طبيعي وسيخرجون الى الميدان الصحفي وعبر منصات التواصل الاجتماعي للرد على كل من آثر مصلحة الوطن بوجوب وجود رئيس وزراء يعرف انه يمثل سلطة الملك التنفيذية وعليه ان يعكس الصورة الصادقة عن نهج بني هاشم في تعاملهم مع الشعب الأردني وسعيهم الدؤوب لتقديم كل ما يمكن لتقدمه وتنميته بمنتهى الصدق والامانة.

وكما تابع الجميع من أبناء الشعب الأردني؛ فالرجل قد أنكر كل ما هو موجود حقيقة على ارض الواقع من موارد البوتاس والفوسفات والصخر الزيتي واليورانيوم والكعكة الصفراء ناهيك عن الموارد السياحية الطبيعية لقد أنكر البتراء والبحر الميت وجرش وعجلون والعقبة؛ لقد أنكر النحاس، ولقد أنكر وربما يمكن القول لا يعرف عظمة خصوبة الأرض الأردنية للإنتاج الزراعي والصناعي.

ان من يرصد لقاءات جلالة الملك دائما والأخيرة بالذات وكيف ذهب بعيداً لمصلحة الأردن بأن يكون مقراً عالمياً للأمن الغذائي وان هناك موارد طبيعية وبشرية وتقنية في هذا البلد قادرة على صناعة المستحيل بأن يكون ذلك المقر الدولي حقيقة واقعة على الأرض الأردنية؛ إلا أن رئيس الوزراء أصر على أن الموارد الطبيعية وهم؛ وأن ايضاً أجمل الأيام هي وهم.

اجد ان اللقاء الاستعراضي الأخير لرئيس الوزراء وتبعاته عبر منصات التواصل الاجتماعي ما هي الا صراع النزاع الأخير؛ وما اهتمامه بقصة مصداقية تاريخ حصوله على شهادة الثانوية العامة وتجيش ادوات الاعلام لتبرير مصداقية الحديث في جزئية يتيمة؛ وتهميش باقي الكوارث التي أثيرت في اللقاء ما هي الا (اطلاق رصاصة الرحمة) على إدارة تتواجد في مبنى الرابع تنتهج الفزعة تارة للتغطية على الأخطاء الكارثية والتضليل تارة أخرى عن التخبط المستمر في ظل غياب واضح وصريح لأي انجاز يمكن الإعلان عنه سوى تعيينات تنفيعية من جهة ومن جهة أخرى انغلاق تام عن كل من يريدون مواكبة فكر جلالة الملك لتقدم وتنمية الدولة الأردنية في المئة عام القادمة.