25-06-2023 01:07 PM
بقلم : صالح " محمد أمين" العمري
يتكون الدماغ من خلايا عصبية تتمثل وظيفتها الأساسية في التواصل مع بعضها البعض عن طريق إرسال واستقبال الإشارات بحيث يتم تمثيل قاعدة المعرفة الخاصة بنا في شبكات من هذه الخلايا ، وعليه تستند قدرتنا على استدعاء أي مفهوم معين (كلمة ، كائن ، إجراء) على نشاط متزامن لشبكة عصبية معينة استجابة لإشارة معينة، كما أن أهم ما يميز الشبكات العصبية هذه مايسمى باللدونة – وهي القدرة على التغيير المستمر وإنشاء روابط وأنماط جديدة- التي تمكننا من التعلم والتذكر.
تظهر الأبحاث أن ما يتم تذكره من المعلومات بشكل أفضل عن غيرها من المعلومات هي التي تمت معالجتها بشكل هادف أثناء التعلم، إذ يعتبر المفهوم الجديد ذا معنى بمجرد تمكين الدماغ من الاستجابة أو ، بعبارة أخرى ، بمجرد دمج المفهوم الجديد مع المعرفة السابقة بطريقة تدعم إجراءً أو قرارًا. على سبيل المثال ، عندما يتعلم الطفل كلمة "قميص" ، فإنها تصبح مفيدة فقط بمجرد أن يتم الربط الفعال مع الشيء المألوف بالفعل، وبمجرد إجراء هذا الاتصال ، يمكن للطفل فهم جملة "ارتدي قميصك" ( استخدام المفهوم الجديد لتنفيذ إجراء ما) ، هذا في المستوى الأساسي من التعلم الذي يتضمن إرفاق معنى ملموس لمفهوم لا معنى له ولكي نتمكن من إرفاق معنى بمفهوم جديد ، نحتاج إلى أن نكون قادرين على استخدامه - على سبيل المثال ، أن نطلب من شخص أن يلعب الكرة، إذ أن الاستخدام الناجح المتكرر للكلمة يعزز الارتباطات داخل الشبكة ، ويصبح المفهوم أكثر قوة، مما يؤكد أن خلق المعنى في هذا المستوى الأساسي من التعلم يعتمد بشكل كبيرعلى الخبرات الملموسة، أما في المستويات العليا من التعلم ، يتم استخدام المفاهيم ذات المعنى الملموس كأمثلة لمفاهيم أكثر تجريدًا أو أكثر عمومية.
وعليه، هناك عدد من العوامل التي تؤثر على جودة التعلم ولها آثار على الممارسة الصفية:
• يتم دائمًا تعلم مفهوم جديد بالاقتران مع المعرفة السابقة.
• تؤثر كمية المعرفة الحالية والمستوى الذي ترتبط به على جودة التعلم ( تؤدي المعرفة المترابطة إلى تعلم أسهل وأسرع ).
• تتشكل الروابط بين القديم والجديد بعد تنشيط متبادل - المفهوم الجديد والمعرفة الحالية ذات الصلة أثناء التعلم.
• يجب أن تكون الروابط بين المفهوم الجديد والمعرفة السابقة ذات مغزى للمتعلم
وبناء على ما سبق نستنتج أن المعرفة عبارة عن مجموعة المفاهيم الممثلة في الدماغ ، والفهم هو الروابط التي تشكلها ، بحيث تكون مترابطة وتعتمد على بعضها البعض.، وعليه يمكن اعتبار عملية التعلم بمثابة هرم ، حيث تكون قطع المعرفة هي اللبنات ويعتمد الهيكل الذي تشكله على الفهم والمنتج النهائي يعتمد على كليهما، وهذا يسلط الضوء على سمتين مهمتين للطريقة التي تتعلم بها أدمغتنا:
• إنه تسلسل هرمي: يجب أن تُبنى المعرفة الجديدة على المعرفة الموجودة ( السابقة).
• يعتمد على المعنى: الربط الذي يجمع القطع معًا هو قدرتنا على استخدام الجديد في سياق الموجود.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-06-2023 01:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |