26-06-2023 10:31 AM
بقلم : د.نشأت العزب
أشعر دوماً بالفخر و الاعتزاز لكوني أردني و خصوصاً عندما أسمع و أرى المواضيع التي يتحدث عنها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين و جلالة الملكة رانيا العبدالله في كل المناسبات و المحافل الدولية التي تدل على رؤية ثاقبة و شاملة تخبرنا عن المسؤولية و الرسالة الإنسانية التي يحملها جلالتهما و يسعيان دوماً على تعزيزها و تذكير المجتمع الدولي أجمع بها.
يتحدث جلالة الملك و الملكة دوماً مخاطبين العالم بأسره عن أهمية تحقيق السلام و السلم العالميين و الأهتمام في مبادىء الإنسانية السليمة، فما يعيشه العالم اليوم من أزمات اقتصادية، إنسانية، مناخية و حروب هو نتيجة خلل في السلوك البشري و مشكلة في التفريق بين الثمن و التكلفة و إهمال لأهمية القيمة الإنسانية في السلوك الذي يقوم به الإنسان، هنالك دومًا نقطة أولية تبدأ منها كل الصعوبات و المشكلات، نقطة تكون كمفترق طرق في رحلة أي مشكلة، فيكون الإنسان أو المجتمع أمام تحدٍ حقيقي أمام نفسه وإنسانيته بمحاولة حلها و التذكير بها أو تركها لتصبح مشكلة مولدة للعديد من المشاكل و المعضلات الأخرى التي قد يصعب لاحقاً حلها لا بل و التنبؤ من أين إبتدأت.
علقت جلالة الملكة رانيا العبدالله بالأمس واضعةً يدها بحكمتها على أول و أهم خلل في طريق الإنسانية و من خلال كاريكاتير على مواقع التواصل الإجتماعي يتحدث عن الإزدواجية في المعايير التي تقاس بها الإنسانية و طريقة التفاعل و التعامل معها، تحدث الكاريكاتير عن كيفيه إنشغال و تحدث العالم أجمع في القنوات الفضائية الرسمية و على مواقع التواصل الإجتماعي و الصحف عن إختفاء غواصة بداخلها ستة أشخاص كانوا في طريقهم في رحلة ترفيهيه إستكشافية لحطام سفينة التايتنك الغارقة، بينما لا يكاد أحد يذكر الآلف من حالات الغرق المتكررة في البحر الأبيض المتوسط و غيره من البحار لأشخاص فقراء و مساكين هاربين من الحروب و الأزمات محاولين البحث عن حياة أفضل و مستقبل أكثر أمناً.
ما ذكرته جلالة الملكة لا يمكن أن يصدر الإ عن إنسانة تحمل بقلبها و روحها معاني الإنسانية الحقيقية، دالة على معرفة عميقة بقيمها، فمن خلال وعي و حكمة جلالتها أشارت بذلك عن الأثر السلبي الكبير على حالة السلم العالمي في حال إهمال هذه الأمور، و كأنها جلالتها تدعو العالم اجمع لأهمية الإلتفات للإنسان بعين واحدة و قياس هذه الأمور بميزان الإنسانية العادل، فكلنا بشر بغض النظر عن العرق و الدين و الهوية، أن حديث جلالتها لا يعني فقط الحديث عن الإزدواجية في التعامل الانساني في حالات غرق الباحثين عن اللجوء في البحار، بل أيضا تدعو جلالتها دوماً لأهمية تقديم المساعدة العادلة لضحايا الحروب و النازحين الذين يجلسون في العراء من دون تقديم لهم أدنى أنواع الخدمات الانسانية و منعهم من اللجوء الى أماكن اكثر امناً، على عكس ما نراه في مناطق أخرى في العالم و كأن الانسان يتميز عن الأخر بلونه و جنسيته و عرقه.
تتحدث دوماً جلالة الملكة الإنسانة عن أهمية تقديم العون و المساعدة لإولئك الذين يعانون نقصاً في الماء و الغذاء في الدول النامية و الفقيرة، فلا يمكن تحقيق سلم عالمي دون الإلتفات بجدية و محاولة تقديم حلول مجدية لكل هذه المشاكل الانسانية التي سببها خلل في معنى و فهم قيم الإنسانية.
للأردن الفضل الكبير ممثلاً بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم و جلالة الملكة رانيا العبدالله في المساهمة الحقيقية بمحاولة حل و تقديم المساعدة إقليمياً و عالمياً من خلال استضافة أعداد كبيرة جدا من الإخوة اللاجئين في مملكة الهاشميين، فيعتبر الأردن مقارنة بعدد السكان، من أكثر الدول في العالم إستضافة للإخوة اللاجئين على الرغم من قلة الموارد و الصعوبات الإقتصادية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة الإ أن جلالة الملك أوعز بفتح كل الأبواب في مملكة الهواشم لكل من يحتاج العون و المساعدة، و كان لجيشنا العربي المصطفوي الدور الكبير في إستقبال كل من يحتاج العون و المساعدة.
شكراً جلالة الملكة على هذه اللفتة الإنسانية الجميلة التي سيكون لها الأثر الكبير في تسليط الضوء و الإهتمام بمساعدة كل محتاج و من دون تمييز إنطلاقاً من واجب و ضرورة إنسانية.
دامت مملكتنا الأردنية الهاشمية صرحاً شامخاً ينشر قيم الإنسانية و بيتاً و وطناً لكل من يحتاج العون و المساعدة في ظل صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين و ولي عهده الأمين.
بقلم: د. نشأت العزب
azabnashatco@gmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-06-2023 10:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |