26-06-2023 11:01 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية التي اعقبها تأسيس هيئة الامم المتحدة وملحقاتها من منظمات ومؤسسات ومحاكم دولية والتي حلت محل عصبة الامم التي فشلت فشلاً ذريعاً في تنفيذ ما أُنشئت من أجله ، كان احد اهم ما تم تأسيسه من مجالس هو مجلس الامن الدولي الذي أُنيطت به مهمة حفظ الامن والسلم الدوليين وذلك بناء على احد فصول ميثاق الامم المتحدة وهو الفصل السابع فمنذ ذلك التاريخ اصبح احد اهم ثلاث رهانات عربيه هو الرهان على هذا المجلس وقراراته وما زال الى يومنا هذا هو الخيار الأول ضمن الرهانات الثلاث دون ملل او كلل .
وللحديث عن هذا الرهان الذي شابَ وانحنى ظهره دون ان يرى بعضاً من امل او بصيص نور ولو في آخر النفق طوال هذه السنوات التي مرت مُثقلةً بتظلمات وشكاوى واستنكارات تنوء بحملها الجبال تم استيداعها في منظمات ومؤسسات الأمم المتحدة ، وإذا كان لتلك الهيئات والمنظمات والمحاكم التي أُسست وأُنشئت من فضل فهو فضل توسيع ادراجها وأرفف ملفاتها لاستيعاب تلك الشكاوى والمآسي التي أغنت ارشيفها به فكأنه اصبح مكتبة لكل محبي التراجيديا السوداء فهي غنية لدرجة الإشباع لمحبي هذا النوع من الفنون ففيها من الواقعية ما يجعل الدموع تنهمر وتجري كشلالٍ عبر الذقون ، فابطال هذه المآسي والآلام المُأرشفة بملفات تَعُجُّ بها تلك المكاتب الفخمة من الهيئات هم أبطالٌ حقيقيون فُرضت عليهم ادوارهم فكانوا جميعا ابطال مظلمةٍ قضوا دون ادنى خيار لهم في مصائرهم التي افضت الى جَعلِهِم ضحايا بين موت او لجوء او نزوح وكُلهم
" للامانة" مسجلين وللحقيقة والأمانة ايضاً فهذا لا يعني المجتمع الدولي شيئا سوى انهم أرقام .
ربما لم يكن هناك بدّ من الذهاب الى خيار الرهان على الانتخابات الرئاسية الاميركية منذ زمن بعيد بل ربما كان متزامناً مع الرهان على هيئة الامم المتحدة ومجالسها فأصبح هذا الرهان ثابتاً من ثوابت العرب الذي علقوا عليه آمالهم فينتظرونها كانها مواسم ، يستعدون لتلقي انعكاسات تلك النتائج التي كانت عبر هذا الزمن الطويل أكثرها بهجة وارتياحاً و " إنجازاً "
هي تلك التي يسمعون فيها مِن الفائز كلمتي إطراء في الامتثال للنظم والقواعد الدولية والالتزام الحرفي بنصوص قوانين النظام العالمي وشجاعتهم بتلقي كل الصدمات وتفانيهم في خدمة الإنسانية التي يُفصلونها على مقاسهم هم ، وربما كان لتعبيرهم عن استيائهم للظلم الذي وقع ويقع على العرب هو انتصار كامل .
وربما كان طول المراس بالرهان على ما سبق دافعاً قوياً ومشجعاً للعرب على ممارسة هذا الرهان فيما يتعلق بانتخابات تجري في الشرق الاوسط قريباً منهم
( دون ذكرٍ لمكانها بالتحديد ) فهي معروفة ضمناً حيث انهم ما زالوا يدفعون ثمن هذا الرهان بكل احوال نتائج تلك الانتخابات ، وما زال الرهان ثابت ،
بكل الظروف والاحوال هم هناك سواء بامريكا او في الشرق الاوسط انتخاباتهم تجري باستحقاقات معينة عندهم ليس لها علاقة ولا تأثير يذكر على برامج وسياسات مُعَدّه مسبقاً يتم تنفيذها بغض النظر عن نتائج انتخاباتهم التي ربما يكون لها انعكاسات هامشيه لا تؤثر بحال من الاحوال على خططهم وسياساتهم الاستراتيجية داخلياً وخارجياً ، بعكس مَن ينتظرون نتائج انعكاسات نتائجهم لاستخدمها ذرائع وشماعات تُعَلَّقُ عليها كل الاخفاقات او ذريعة لعدم الحيله .
وبكل الظروف والاحوال حتى وإن كنا جميعا ندرك ونعلم اننا في زمنٍ عربي صعب سواء كان بتاثيرات عالمية خارجية او لظروف داخلية طبيعية فرضها ايقاع ورتم الحياة المتغيرة بطبيعتها فإننا ورغم كل هذا نبقى نحمل في جيناتنا مبادئنا وهويتنا الدينية العربية المتأصلة فينا منذ جاهليتنا التي كان فيها من المكارم والقيم النبيلة ما اكد عليها ورعاها ديننا الحنيف ، فولائنا الى امتنا ممتد وباقٍ ،
وكما قال فارس وشاعر قبيلة هوازن دريد بن الصمة
وما أنا إلّا من غزيّة إن غَوَت
غويتُ وإن ترشُد غزيّة أرشُدِ
مع انكارنا ورفضنا المُطلق لاتباع الغي والهوى إلا انني اتيت بهذا القول لهذا الشاعر العربي الجاهلي الذي عاش في قلب الجزيرة العربية النابض في منطقة السروات من ارض الحجاز تأكيداً لانتماء العرب لعروبتهم ، وأنا اشد المنتمين الى العرب وان كان رهانهم على حصانٍ أعرج .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-06-2023 11:01 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |