02-07-2023 04:34 PM
بقلم : الرائد المتقاعد علي محمد المعالي
بداية، كل ما يتم ذكره في هذا المقال هو مجرد تحليل، وتخيلات قد تحدث، او لا تحدث، لا استند الى اي معلومات من اي مصدر، سوى بعض المعلومات التي تداولتها وكالات الانباء العالمية.
كما انني لا انحاز الى اي جهة في هذه الحرب، اتعاطف فقط مع المدنيين بغض النظر من اي دولة هم.
بعد ان انهت روسيا استعدادتها لكي يتولى الجيش الروسي المعركة في اوكرانيا، للمحافظة على المقاطعات التي تم ضمها للاتحاد الروسي، وربما للتوسع لاحقا، فقد انتهت مهمة شركة فاغنر، التي تم تمويلها من قبل الاتحاد الروسي، دون اي مخاوف من الاصطدام بحلف الناتو، او الاتحاد الاوروبي نظرا لان اوكرانيا ليست عضوا في اى تحالف منهما.
انتهى دور فاغنر في اوكرانيا، وعليها الانتقال الى جبهة اخرى من مسرح العمليات الافتراضي في مخيلتي، هذه الجبهات هي دول اعضاء في حلف الناتو، والاتحاد الاوروبي، وبالتالي فان من يشن اي اعتداء عليها فان الحلفين سوف يتدخلان عسكريا لحمايتها، واقصد بهذه الجبهات بعض دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل لتوانيا، لاتفيا، بولندا.
لكي يتجنب الاتحاد الروسي اي اصطدام مع الناتو بصفته الدولة الراعية، المسؤولة عن فاغنر وتصرفاتها، فقد تم اخراج جيد للخدعه، جعلت العالم وخاصة الناتو يقف على قدم واحدة، في انتظار ما سوف ينجم عن تمرد فاغنر العسكري، والاشتباك المحدود جدا مع الجيش الروسي، والذي انتهى بطرد فاغنر من روسيا، وقطع العلاقة معها، بل واتهام زعيمها بالتمرد، وطرده من الاتحاد الروسي الى بيلاروسيا التي تدخل رئيسها وساهم بانهاء التمرد ( المزعوم) واعلن استعداده لاستقبال قوات فاغنر على اراضي بلاده.
وهكذا، لم تعد روسيا مسؤولة عن تصرفات فاغنر، ولا علاقة لها باي نزاع قد يحدث بين فاغنر والناتو او الاتحاد الاوروبي نتيجة عمليات فاغنر العسكرية في الجبهات الجديدة.
لكن، يجب حماية بيلاروسيا ايضا من اي هجمات او ردود افعال من قبل الناتو او اوروبا، لان عمليات فاغنر سوف تنطلق من اراضيها، فقد تم تخزين بعض الاسلحة النووية الروسية في بيلاروسيا، لردع ومنع اي هجوم عليها.
اذا نشب الصراع وتدخل الناتو في بيلاروسيا، فان الاتحاد الروسي سوف يقتصر دوره على تزويد بيلاروسيا بالسلاح، والمرتزقه اذا لزم، دون الاصطدام مع الغرب، لانه في هذه الحالة يقوم بنفس الدور الذي قام به الغرب في دعمه لاوكرانيا، وسوف تصبح بيلاروسيا منطقة استنزاف للناتو.
من ناحية موازين القوى فان فاغنر تتفوق على دولتين مجتمعتين وهما ليتوانيا، ولاتفيا، ومع بعض التعزيزات التي قد تحصل فاغنر عليها، اضافة الى جيش بيلاروسيا، فقد تتمكن من غزو بولندا ايضا، رغم انني استبعد ان يتم فتح ثلاثة جبهات معا، فقد تكون وجهة فاغنر القادمة ليتوانيا ولاتفيا. وربما عاصمة اوكرانيا كييف، حيث ان وجود قوات فاغنر في بيلاروسيا يعني انها على مسافة 100 كم فقط من كييف، وبذلك فقد اختصرت الوقت، والمسافة، وتقليل الخسائر التي كان من الممكن ان تتكبدها لو حاولت التقدم تجاه كييف من مواقعها السابقه في اوكرانيا، كما ساهمت هذه الخدعة في كشف المتآمرين، مثل لواء المتطوعين الروس المعارض، وبعض الحنرالات الذين قد يؤيدون زعيم فاغنر في تمرده، اعتقد ان الخدعه نجحت في تحقيق اهدافها الى حد بعيد.
ان الحرب بالوكالة هي سمة الحروب في هذا العصر، فالكبار يتدخلون لحسم الحرب فقط، وليس للانخراط في تفاصيلها، نحن ننتطر ونراقب الذي سوف يجري.
اتمنى ان يسود السلام شعوب هذا الكوكب الذي خلقه الله لنا وسخر لنا كل موارده للعيش بسلام،
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-07-2023 04:34 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |