02-07-2023 05:13 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
بعد ان تمت عملية الدمج لاذرع الامن العام الثلاثة أصبح للأمن العام دوراً شموليًا وتكاملياً، يهدف إلى تحقيق المنظومة الأمنية خاصة فيما يخص البُعد الانساني ، ومن هنا فإن الدور الإنساني يلقى اهتمام كبير من قبل إدارة الأمن العام ، إذ أن البُعد الإنساني يٌعزز من الإتصال والتواصل ما بين المنظومة الأمنية وأبناء الوطن فكل افراد الامن العام الذين ينضوون تحت مظلة هم من أبناء هذا الوطن ، وهم الاجدر بتلمس هموم الناس وإحتياجاتهم ويقدمون المٌساعدة لمحتاجيها بدون أي مُثير ، فلاستجابة أصبحت انطلاقاً من مبدأ المبادءة ، والبعد الإنساني مترسخ في جهاز الأمن العام ، وقد تمثل الأمن الناعم في تطبيق ما تحتوية المنظومة الأمنية ، وأن الخشونة هي ليست صفة تلازم رجل الأمن ، خاصة انه حريص على تطبيق القانون وتعزيز سيادته ، وأنه يمارس سلطاته التنفيذية وفق مسارات قانونية مُلتزمة بروح الدستور ، وهذه الحالة تتكيف وفق طبيعة الظروف والأشخاص والوقائع والبعد الإنساني له دور كبير في تعزيز التماسك المٌجتمعي ، وجسر الهوة بين المٌمارسة الأمنية وأبناء الوطن .
ان التحولات والتغييرات التي ظهرت في السنوات الاخيرة ستفرض على الامن العام تحويل الاتجاهات نحو كثير من المظاهر من أجل تحقيق نوع من الامن والرضا ، وقبول الاخر والاستحسان من خلال تطبيق مفهوم الامن الناعم وذلك من خلال المٌشاركة الاقتصادية والاجتماعية ، فالامن العام اخذ على عاتقه القيام بكثير من الحملات لمٌعالجة المواطنين في كثير من الاماكن وتقديم العون والمٌساعدة للمٌحتاجين وحملات التبرع بالدم ،فكل هذه الامور حققت من خلالها الرضا من الجمهور والاستحسان وتغيير النمط الاعتيادي المأخوذ عن جهاز الامن العام ، فقد اختار الامن العام هذا النمط من القوة وتبني مفهوم الامن الناعم من منطلق ان الجهاز له القدرة على توليد الافكار والوسائل التي يمكن اتباعها على كل الصُعد في كل مكان وزمان ، وان سلوك هذا النهج من الامن لا يُعني الضعف والتراجع في تقديم ما هو افضل من حجم الامن لدرء لكل المخاطر التي قد تظهر على السطح ما بين الفينة والأخرى ، وان الاردن لها كاريزما مٌعينة من خلال التعامل الوسطي سواء خارجيا ،او داخليا وعدم المٌحاباة بين المواطنين وان مكانة التاريخية تجعل منة قوة كبيرة توضع في مكانها حينما يتطلب الامر ذلك ، ويضع الندى والحلم ، والتسامح ،والحكمة حينما يجب ان تكون ، بالإضافة الى ان مفهوم القيادة بالقدوة تجعل من هذا المفهوم نوعاَ من القوة وتشعر الاخرين بان هذا التطبيق لهذا المفهوم هو ليس من باب الضعف او التراجع لتقديم ما هو افضل من الخدمات في شتى المجالات .
فان الاردن يعيش مرحلة جديدة من الانفتاح سواء كان ثقافيا او سياسيا أو اعلاميا وهو ما يسمى بالحراك السلمي الناتج من هذا الانفتاح المطابق للعادات والتقاليد والقيم الاسلامية النابع من العقيدة السمحاء ، وهذا من شأنه يقوى من الاداء ويزيد من وتيرة التطوير والإصلاح ،ويٌعالج اوجه القصور في الاداء وتقديم الخدمات ، وينزع الهوة الحاصلة في الخلل الاداري والهيكل العام للوظيفة الذي يشوه جبين الوطن ويضعف مصداقيتها بين الافراد ، وكما يقولون السياسة هي فن الممكن وان كسب السلام اكبر من كسب الصراع ، لذا فان الامن الناعم هي ضرورة لكسب السلام ، والأمن الناعم هو فن الممكن في التعامل مع الاحداث اليومية التي لا تتطلب الامن الخشن، وهي مزج ما بين السياسة والاجتماع وعلوم الاتصال ، وهذا ما يحقق سيادة القانون بشكل يجعل كثير من القضايا يتم حلها بعيدا عن المحاكم ، خاصة القضايا التي لا ترقى إلى الضرر بالاخرين أو تمس أمن الوطن ، وهي رؤية من أجل ترسيخ مبادئ القانون ، بشكل يجعل الجميع يقف على مسافة واحدة من العدالة ، ولا يكون هناك أي تمييز اأو مُحاباه بين الافراد من أجل الوصول إلى قلوب الشعب والحصول على ما يريده عن طريق الجذب والتحاور الناعم بدلاَ من العصا والقوة المٌفرطة التي تعودت عليها القوى الاستعمارية في التعامل مع الشعوب.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-07-2023 05:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |