02-07-2023 07:15 PM
سرايا - يسعى الكادر التعليمي في مدرسة أسماء بنت أبي بكر الأساسية للبنات الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى الى ابتكار طرق جديدة في مجال التدريس والتعليم.
ولان المدرسة تمر الآن في مرحلة تعليمية مختلفة تمامًا عن المراحل السّابقة بالغةٌ في الخصوصية وتكمن خصوصيتها أن المعلم والطّالب من جيلين مختلفين...
فقد تلقى المعلم قديما تعليمه بالطريقة التقليدية
الذي كان لا يتعدى إدخال المعجون والألوان والكرتون في أحسن الأحوال خلال العملية التعليمية ...
أما الآن في ظل هذا الانفتاح الكبير بالتّعليم وأساليبه ووسائله ليصبح الطالب هو محور العملية التعليمية ....
وأصبح من الواجب أن يجدوا طريقة لابهار عقول الطّلبة وجذبهم بحيث تثير تساؤلاتهم حول ؛ ماذا سنفعل ؟ ولماذا نفعل ؟ ليبحثوا عن الحقائق و يجيدونها و يخبروننا بها فيتحولون هم إلى محور العملية التعليمية.
ومن هنا قررت الكادر التعليمي ايجاد التغير اجتمعنا ... خططنا ...قررنا المشاركة في مبادرة سنبلة
وهي مبادرة اطلقتها مؤسسة الجود بدعم من وزارة التربية والتعليم الاردنية وهدفها زرع ونشر ثقافة الإبداع في نفوس معلمينا وأبنائنا لتطوير البيئة المدرسية.
وبالنظر إلى زواية ومرافق المدرسة الغير مستغلة تم تشكيل فريق بقيادة
مديرة المدرسة : هناء معايطة والمعلمة أماني فقيه والمعلمة الاء أبو شهاب
لقيادة التغيير واستغلال المساحات الموجودة في المدرسة، وتحويلها لمناطق جذب وإثراء عن طريق إدخال معينات تربوية تعليمية من جهة، وتجميل البيئة المدرسية من جهة أخرى .
ووقع الاختيار على إحدى زواية المدرسة لتكون حديقة للغة العربية وتزين الجدران بجداريات تعليمية وتثقيفية .
وتم تخصيص هذه الحديقة للغة العربية فنصاب حصص اللغة العربية للمرحلة الابتدائية هو الأعلى من بين كل المواد.
اضافة لتنوع كثرة الأنماط اللغوية وتفرعاتها ، فجاءت فكرة الحديقة لتحويل هذه المفاهيم إلى أشياء ملموسة تعلق في الذّاكرة، فتدخل الطّالبة إلى الحديقة لترى ما فيها من قصص .
فعندما تدخل أحد الطّالبات إلى الحديقة وتبدأ بقراءة أحد القصص المتوفرة في الحديقة ستبدأ بملاحظة لأي درجة محتوى القصة مرتبط بالوسائل التّعليمية من حولها في الحديقة.
وتبدأ بالرّبط والتّذكر وتسمية الأشياء بأسمائها الصّحيحة، هذا فعلٌ ماضي، هذا اسم إشارة وهكذا..
وتخرج من الحديقة لتعود إلى صفها عبر ممرًا مزينًا بجداريات تعليمية وتثقيفية والتي هي الجزء الثّاني من المشروع ،كل هذه الملاحظات والمصطلحات التي خزنت في عقل هذه الطّالبة؛ وهي لم تتلقى أي تعليم من أي معلمة داخل جدران الصّف، وكأن هذه الحديقة وهذه الجداريات أصبحت معلمًا صامتًا.
هذا لا يعني أننا لم نواجه الصّعوبات والتّحديات في تطبيق أفكارنا، بل كان من أهمها نقص الموارد من مواد أولية لتنفيذ الوسائل التّعليمية، والألوان الخاصة برسم الجداريات، والتي احتاجت منا المساعدة من أولياء الأمور سواء في إتمام عملنا أو قيامهم بعمل المبادرات والبازرات المتنوعة لتأمين بعض تكاليف المواد الأولية.
في النهاية من الضروري أن نقول أن المعلم عندما يكون صاحب رسالة وليس مجرد موظف؛ فلن يتوقف لحظة واحدة عن الابتكار والإبداع و تتطويع كل الظّروف والوسائل لصناعة جيل متعلم لأجل العلم وليس العلامة، جيل يؤمن بأن النّجاة هي في العلم و انعكاسه على مجتمعه وعلاقاته وإنجازاته.