03-07-2023 01:54 PM
بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
كان الجو شديد الحرارة ظهرا في عمان، وعوضا عن تشغيل مكيف السيارة حتى لا يتأثر سحبها ، فتحت والسائق، الشبابيك ، حتى نتغلب على حرارة الجو، وكنا نسير في شارع أمانة العاصمة وسط البلد، وإذا بالمؤذن يصدح صوته الجميل ، ويعلن اذان الظهر، وما هي إلا أمتار واذا بصوت مؤذن اخر أجمل، يعلن عن اذان الظهر، أيضا، فقادني فضولي، لأعرف المسافة بين المسجدين سيما وأننا في نفس المنطقة، فقدرتها بالنظر، وإذا بها لا تتعدى مئة متراً او اكثر بقليل او اقل بقليل*
واننا لو احسنّا التفكير والمعرفة في أمور ديننا ودنيانا، لكان الأمر مختلف، وكنا بهذه المئة متر قد سددنا فم جائع او بللنا ريق عطشان، أو سددنا اقساط جامعة او معهد عن طالب علم محتاج ، علق تَخرجه على بضع عشرات من الدنانير ، أو أجرة بيت لعائلة مهددة بالإخلاء، أو مريض ينتظر من يساعده لعملية مستعجلة، ولا يملك من تكلفتها ثمن المشرط الخاص باجراء العملية، أو... او... كل ذلك سببه الخلط الذي يصيب المحسنين، عند قرارهم طلب الحسنات والرضوان من الله، لان ما نملكه هو ثقافة دينية تقليدية محددة وفي الاغلب، إننا لم نطورها بالسؤال والبحث والاطلاع والمعرفة، فبقيت محدده، مقتصرة على ان افضل الحسنات عند الله هو بناء مسجد وأصبح ذلك تقليداً عند المحسنين، الذين لا يرغبون بالسؤال والمعرفة والاطلاع على أفضل الأعمال التي يُجازَ الشخص عليها أكثر وأفضل من غيرها من العلي العظيم، فكثرت الجوامع، وزاد الفقراء والمعوزين فقراً وحاجة وبالتالي ذادت مشاكل المجتمع على حساب السلبية في المعرفة وإتخاذ القرار المناسب، وأننا بالأموال التي اُنشأت فيها هذه الجوامع المتلاصقة ، نفرّج هم عدد من المحتاجين ونَحلّ مشاكل كثيرة لهم ، وإن مكافئة الله تكون للمحسنين أكثر واكبر، والجزاء يكون عليها مضاعفاً من بناء المسجد، لأن المصلي يجاهد نفسه ، ويمشي أمتاراً اخرى اضافية ، ويجاز من الله عليها ، وهي المسافة المفترضة بين الجامعين، ونَحل بذلك مشاكل عدة للمحتاجين من المجتمع كما اسلفت، ونأخذ حسنات اكثر، وذلك براي علماء وفقهاء اهل الدين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-07-2023 01:54 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |