حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 1148

ابنةُ شَجرِ البُرتقال

ابنةُ شَجرِ البُرتقال

ابنةُ شَجرِ البُرتقال

09-07-2023 10:29 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ريم الكيالي
كَتبت بأصابِعها الصَغيرة حروفَ قَصيدِتها الحَزينة ، اختارَت من الكلماتِ أجملَها ، من الصُوَرِ أبعَدها .. و طَرزَّتها بإمضاءَةٍ هي بَصمةٌ مغموسَةٌ بالدَّمِ ! ، عناوينُ الوصولِ مُبهَمةٌ .. لا اتجاهاتُ الفصولِ تُجيبُها و لا شَمسُ البِلادِ التي اختبأت خلفَ رمادِ الغارَةِ الأولى .. نَطَقْ!

هِي لَم تزَل تكتُب .. على باقِي الصَفحاتِ قِصَّتها ، ليسَت تُجيدُ العَزفَ و لا الغِناءَ ، إنما الصُراخَ فِي وَجهِ الصَدى .. هِي لا تزالُ تنسِجُ من شِباكِ الدَربِ أُحجِيَّةً ، تُصَلِي كَي يرُدَّ السِلمُ بِشارَتهُ و تلَّوِحُ في أفقِها بأعلامهِ بَراءَة .. لكِنْ ؛ وَحدهَ الشائِكُ من عِباراتِ الوُجومِ ، تكاتَفَ كَي يقوِّمَ اختِطافَها .. ، و قَد أفادَ مَصدَرٌ إخبارِيٌّ بأنهُ قَد يَحدُث مِراراً ما يؤدِيْ إلى .. حِصارِهَا و حَصادِهَا !

هِي ابنَةُ شَجرِ البرتقالِ المُثقَلِ بالنوَّارِ الأبيضِ .. الذِي همسَ للخريفِ الآتِي بأمنيَّة لَم تَكتمِلْ ، و حَفيدَةُ المَكيدِة الكُبرَى التِي اعتَّلت تَنهيدَتها بِلا حَولٍ و لا قوَّة! ، يا نَسمَةً مُرِيِّ على جَبهَةِ الطِفلَةِ بحُنْوٍ .. و اتقِ شرَّ صَيادِي الفَرحِ و قناصِيْ البَسمة ! باغِثِي رَوعَهَا يا غَيمَةً ورديَّةَ الأطرافِ خَجلَى بالأزرَقِ الناعِمِ محفوفَةٌ ، لا بالخَطر .. مَطرَ النارِ الذي أخافَها و جمَّدَ أقمارَها.. و اخمِدي الدمعَ الذِي انهمَرَ مُقَدِماً إيَّاها صِيغَةً مُختَطَفةً باسمِ المرارَةِ ، و إنَهُ إثرَ الغُبارِ .. الحُزنُ في أطرافِها .. اشتعلْ !

من أينَ الخروجِ ؟
لا مفرَّ من نُزوحٍ قُربَ ملجأ ذِكرياتٍ من رمادٍ ، و مَجال ما تبقَّى من جُدرانٍ مَغزولَةٍ بالعَتمِ ، ما عادت تَسنِدُ الرؤى و لا تحتضِنُ الضَجَر ! هذهِ الدروبُ مسَارنا و تلكَ النوافِذُ .. بابُنَا ، و ليسَ ذاك المُعتَقلْ ! تِلكَ الندوبُ فينا وَسمَ شموخٍ ، قُلِّدنا إياهَا ذَهبيَّةً ، يومَ بَددنا الحُفَرْ !


أين الدخولُ ؟
تِلكَ الحُدود واهِمَة ، مَفاتيحُ الوصولِ طالهَا الصَدأ ، أينَ مفاتيحُ البيوتِ الصامِدَة؟، و منارةِ ما هَدى النيزكَ المَكسورَ ؟ ، أينَ نورُ اللهِ يحمِلُ عَني عَتمتِيْ و يحمِلُنِيْ ..؟ ، هذا الصِراطُ مُجَعَّدٌ أم أننِيْ ضيَّعتُ إيمانِيَ بإيجادِ ألعابِيْ !؟ .. كُلُّما سألتُ .. تآكَلَت حُروفِيْ و تَصَّدَعت رأسِيْ ، طُمِرَتُ وَ سيرَتِيْ كَأوراقِ الخريفِ اليابِسَة!؟

لا بُدَّ من مِلحِ العُيونِ اللاذِعِ ؛ ليعودَ لونُ الكونِ في ألَقٍ ، و لإجتيازِ هذا العجزِ سأصطَحِبُ الوردَ لأذَيْلَ إنفجارِها !! لتعودَ سبائِك الفِضَّةِ تَطفو كهالَةٍ فوقَ رأسِها لا يَخشاها سَببْ .. و تخُطَّ في رُكنها تَتِمَةَ قَصيدِتها الطَويلَةِ و الجميلَةِ .. التي بدأتها لَيلَ سامَرها الأرَقُ ، لا تَحِدُّ لُغَاتَها دَساتيرٌ ، و لا صَوتُ يُؤهِلُ صَحو عَصافيرِها أو شَغبْ.

من حصاد الورد ، ريم الكيالي .








طباعة
  • المشاهدات: 1148
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-07-2023 10:29 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم