بقلم : محمد بركات الطراونة
يمتلك الأردن مقومات ومنجزات كبيرة تشجع على الإستثمار، من حيث إنجازه لتشريعات متطورة وما يقدمه من حوافز واعفاءات جمركية وضريبية، والاهم من ذلك كله عوامل الامن والاستقرار الذي يتمتع بها الأردن، والتي تشعر المستثمر سواء كان محلياً او عربياً او اجنبياً يقصد الأردن بهدف الإستثمار في اي مجال يختاره.

ما لفت انتباهي خلال جولة مطولة مع مجموعة من أبناء الوطن بتنظيم من صالون الدكتورة سهام الخفش الثقافي، في محافظة عجلون العزيزة، تلك المزايا والمجالات الواسعة المتاحة للاستثمار، وكذلك ما شاهدناه من حركة سياحية نشطة تشهدها المواقع السياحية والأثرية في عجلون، بدء من قلعتها الضاربة في أعماق التاريخ، التي تشهد حركة واقبالاً كبيراً من الزوار من داخل الوطن والسياح من خارجه.

وكذلك لفت الانتباه ذلك المنجز السياحي الرائع الحضاري، المتمثل بإنجاز تلفريك عجلون في منطقة تشعرك بأنك في أكثر مناطق العالم روعة، تشكل لوحة جمالية تدعو إلى الاشادة بهذا الإنجاز الكبير الذي وضع عجلون على خارطة السياحة العالمية، مدهش َورائع ذلك المشهد الملفت للنظر والذي تراه من خلال صعودك عربات التلفريك، ذهاباً واياباً بكل راحة نفسية، واستمتاع بهذه المناظر الخلابة.

وعلى الرغم من الإعداد الكبيرة التي تؤم هذا المعلم السياحي الا ان القائمين على هذا المنجز الوطني يبذلون جهوداً كبيرة لتأمين الراحة التامة للزوار بكل عناية واحترافية، فكل الشكر إلى إدارة المناطق التنموية على إنجاز هذا المعلم السياحي البارز.

اقول كل ذلك وصولا إلى نقطة مهمة تتمثل بأن هذه البيئة السياحية الأثرية تدعو إلى المبادرة، ودعوة المستثمرين محليين وعرباً واجانب إلى سرعة إقامة و َتشييد المشاريع السياحية وتشجيع الاستثمار في عجلون، تلك البيئة الخصبة البكر و المهيأة لاقامة استثمارات متنوعة، تتمثل بإقامة الاستراحات السياحية والمطاعم التي تناسب أوضاع وإمكانيات الزوار وكذلك تهيئة الفنادق والشاليات والأجنحة التي تتناسب مع الطبيعة الجغرافية والسياحية في عجلون، مما يشجع الزائر والسائح على الإقامة لفترة أطول مما يحرك العجلة الاقتصادية ويخلق المزيد م? فرص العمل وتشجيع الشباب على الانخراط في صفوف التعليم الفندقي وأساليب الضيافة التي تهيئ الراحة للزوار وتشجعهم على ارتياد هذه المناطق السياحية والاثرية، هذه دعوة لكل المهتمين بالاستثمار في هذا المجال للمبادرة فوراً والبدء بدراسات الجدوى الاقتصادية وتحديد نوعية الاستثمار التي تناسب بيئة ومقومات عجلون السياحية.

هذه دعوة أيضاً للزوار ومرتادي هذه المواقع للمحافظة عليها لأنها ثروة، وكنز وطني يهم كل مواطن أردني، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى استثمار هذه المقومات من أجل توسيع مجالات الاستثمار، كخطوات عملية تساهم في التخفيف من حدة مشكلتي الفقر والبطالة وتحريك عجلة الاقتصاد في عجلون وغيرها من مناطق المملكة، والتي تعتبر كنوزاً أثرية وسياحية يجب استغلالها لإقامة المزيد من الاستثمارات، فالكل يعول كثيرا على الدور الذي يلعبه قطاع السياحة في رفد الخزينة، وهو مجال واعد وفيه كل العوامل المحفزة للإستثمار، عجلون ومناطق أخرى من ?لوطن بانتظار النهوض بها من خلال تكثيف زيارتها وإقامة المزيد من الاستثمارات فيها.