حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5148

سياسة الإبعاد .. الاحتلال يحاول سلخ المقدسيين عن تاريخهم

سياسة الإبعاد .. الاحتلال يحاول سلخ المقدسيين عن تاريخهم

سياسة الإبعاد ..  الاحتلال يحاول سلخ المقدسيين عن تاريخهم

15-07-2023 08:24 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاد الشخصيات المقدسية والمرجعيات الدينية والوطنية عن المسجد الأقصى المبارك والقدس القديمة، بل بدأت بانتهاج سياسة خطيرة تستهدف إبعاد شخصيات لها وزنها وتأثيرها في مدينة القدس المحتلة.


سياسة الابعاد طالت الأربعاء الماضي، نائب مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات قسرًا إلى مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة لمدة ستة أشهر، بعدما اقتحمت منزله في بلدة صور باهر، واعتقلته واقتادته إلى معتقل "المسكوبية".

وبكيرات أول شخصية رسمية ذات قوة وحضور شعبي اجتماعي وديني وتربوي يتعرض للإبعاد، دون أن يكون له دور سياسي معروف لتتذرع به "إسرائيل" كما في حالة النواب المبعدين عن القدس أحمد عطون ومحمد طوطح ومحمد أبو طير ووزير القدس السابق خالد أبو عرفة.


ويقول بكيرات في تصريحات صحفية "إذا كان الإبعاد عن المسجد الأقصى مصيبة لأهل القدس، كونهم لا يستطيعون الوصول إلى أقصاهم ومكان عبادتهم، فإن الإبعاد عن القدس مصيبتان، لما تشكله من مكانة وأهمية لدى أهلها، ولأن عشقها أشبه بقتل للنفس".


ويضيف أن "الإنسان حين يُنتزع من جذوره ومدينته التي عاش فيها كل طفولته وحياته، فإن ذلك يساوي القتل بالنسبة له، وهذه السياسة تنتهجها سلطات الاحتلال في إطار الحرب النفسية على المقدسيين، والحرمان من حياتهم وطفولتهم وكل ما يتعلق بتاريخهم".

 


ويشكل الإبعاد عن القدس حربًا ممنهجة تهدف لسلخ المقدسي عن تاريخه وجذوره ومسجده الأقصى، وإفراغ المدينة من أهلها وأصحابها، لإحلال المستوطنين مكانهم.

 


ويوضح بكيرات أن إبعاد الشخصيات المقدسية يأتي ضمن المعركة الديمغرافية التي تشنها سلطات الاحتلال ضد المدينة المحتلة، وتُخطط لحسمها لصالح المستوطنين، بحيث لا يبقى بالمدينة سوى 50 ألف مقدسي حتى عام 2040.
وتخشى سلطات الاحتلال من وصول عدد المقدسيين إلى 600 ألف مع حلول عام 2040، ويصبح هناك تفوق مقدسي عربي على الوجود اليهودي في المدينة؛ لذلك تخطط لإبعاد المقدسيين عن مدينتهم، وخاصة القيادات والمرجعيات الدينية والوطنية.

 


ولما لهذه القيادات والمرجعيات من وزن وتاريخ عريق في القدس، فإن الاحتلال- كما يقول بكيرات- يهدف من إبعادنا خلق فراغ ديني وتربوي داخل المدينة، حتى لا يكون لنا دور في فضح جرائمه وإجراءاته بحق المدينة ومقدساتها، ولا المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والوطنية وغيرها.

 


ويبين أن إبعاده عن القدس كنائب مدير عام الأوقاف يشكل ضربة للأوقاف ومحاولة لإنهاء وجودها ودورها داخل المسجد الأقصى والقدس، لافتًا إلى أن هذه القضية قد تفتح بابًا أوسع أمام استهداف شخصيات ومرجعيات مقدسية أخرى.
ويؤكد أن الإبعاد يمثل رسالة طمأنة لليمين المتطرف و"جماعات الهيكل" المزعوم، والتي تسعى ليلًا ونهارًا لتهجير المقدسيين، والاستيلاء على ممتلكاتهم وعقاراتهم، بل وترحيل كل أبناء الشعب الفلسطيني.


ويشير إلى أن سياسة الاحتلال قائمة على إبعاد الإنسان ومصادرة البنيان، وتقديم رواية توراتية في المدينة المقدسة، على حساب الرواية الفلسطينية الحقيقية.


الباحث المتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى عبد الله معروف يقول في مقالة له، إن الاحتلال يقود منذ عدة أشهر حملة خفية لتمهيد الأمور في القدس للتصعيد القادم والمتوقع، مع تتابع إرهاصات قرب إقدامه على خطوات واسعة من شأنها قلب الأوضاع وتغيير الوضع القائم بالمدينة، وخاصة في الأماكن المقدسة.


ويوضح أن من أهم بنود الحملة في هذه المرحلة إجراء عملية "ترانسفير هادئ" لكل من تعدهم "إسرائيل" شخصيات ذات أثر في القدس، وقادرة على تحريك الشارع المقدسي.


ويضيف أن خطورة ما يجري بالقدس حاليًا يُكمن في كون اليمين المتطرف الذي يسيطر على أهم المفاصل والوزارات في "إسرائيل" يرى أن هذه فرصته التاريخية التي قد لا تعوض لتثبيت رؤيته في المدينة وتغيير طابعها بالكامل.
ويبين أن عملية الإبعاد عن المسجد الأقصى تعد الخطوة الأولى فقط في سلسلة عمليات "الترانسفير الهادئ" الذي تنفذه سلطات الاحتلال بحق القيادات والمؤثرين بالقدس، حتى وصلت ذروتها في إصدار أوامر منع بعض المقدسيين من السكن والوجود داخل المدينة لفترات مختلفة.


وإبعاد الشيخ بكيرات كما يحذر معروف له أبعاده الكبيرة وتبعاته الخطيرة، باعتباره أول شخصية رسمية تتعرض لذلك، ما يعني أن "إسرائيل" تفتح الباب على مصراعيه الآن لإبعاد أية شخصيات فاعلة وإن كانت ذات منصب رسمي في دائرة الأوقاف بالقدس.


ويتابع أن "هذا الأمر يشير إلى أن إسرائيل تمد قدميها الآن نحو إجراءاتٍ عملية من شأنها لاحقًا إلغاء الاعتراف بالأوقاف الإسلامية، وإنهاء قوة أية شخصية جماهيرية أو رسميةٍ بالقدس، ما يعني تحركًا إضافيًا نحو تفريغها من القيادات الجماهيرية، سعيًا لتفريغها من الجمهور المقدسي نفسه".











طباعة
  • المشاهدات: 5148
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-07-2023 08:24 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم