15-07-2023 02:50 PM
بقلم : أ.د رشيد عبّاس
يسعى أي نظام تعليمي في أي دولة من دول العالم إلى توفير بيئات تعليمية آمن ببعديها المادي والمعنوي, ولعل توفير المدارس وتوزيعها جغرافياً بطريقة عادلة في المدن من أبرز عناصر البيئات التعليمية الآمنة التي تركز عليها الأنظمة التعليمة في جميع دول العالم.
في الدول المتقدمة وقبل إنشاء المدينة يؤسس اولاً للبنية التحتية للنظام التعليمي, وذلك من خلال توزيع المدارس جغرافياً بطريقة عادلة لتمثل جميع مناطق المدينة جغرافياً, وتأسيس البنية التحتية للنظام الصّحي ثانياً, وذلك من خلال توزيع مراكز الصحة والمستشفيات جغرافياً بطريقة عادلة لتمثل جميع مناطق المدينة.. كل ذلك من أجل توفير الجهد والمال والمعاناة الذي ربما يتكبدها المواطن للوصول إلى مثل هذه الخدمات التعليمية والصّحية الضرورية.
في (مدينة سحاب) الوضع مختلف تماماً للأسف الشديد, ففي جانب توزيع المدارس جغرافياً نجد مثلاً أن هناك مناطق مخدومة بمدارس للذكور, وغير مخدومة بمدارس للإناث, أو أننا نجد أن هناك مناطق مخدومة بمدارس أساسي, وغير مخدومة بمدارس ثانوي, الأمر الذي يشكّل معه معاناة شديدة للطلبة ولأولياء الأمور من حيث الوقت والجهد والمال المبذول للوصول إلى تلك المدارس البعيدة عن أماكن سكنهم, إضافة للسلوكات السلبية التي ربما يكتسبها الطلبة الذكور بالذات أثناء ذهابهم وإيابهم إلى تلك المدارس البعيدة عن أماكن سكنهم, ناهيك عن التأخر عن فعاليات الطابور الصباحي والذي صمم لغرس وترسيخ القيم المثلى التي يسعى اليها النظام التعليمي وفلسفته في المملكة الأردنية الهاشمية.
اعتقد أن هناك إمكانية لحل هذه المشكلة ولا يكلّف مديرة تربية لواء سحاب ولا وزارة التربية والتعليم أية كلف مالية, فطالما أن المدارس موجودة في مدينة سحاب, فان العملية تقتضي من قسم الأبنة وقسم التعليم العام في مديرية تربية لواء سحاب فقط إعادة توزيع الطلبة بين هذه المدارس, وذلك من خلال تقسيم مدينة سحاب إلى أربع مناطق جغرافية متساوية تقريباً من حيث المساحة وعدد السكان تقريباُ, ثم تحديد (لكل) منطقة من المناطق الأربع مدارس أساسية إناث, ومدارس أساسية ذكور, ومدارس ثانوية إناث, ومدارس ثانوية ذكور, وتسهيل عملية نقل الطلبة ذكور/ إناث بين هذه المناطق الجغرافية كونها ستصبح أكثر خدمة لهم من حيث الجنس ذكور/ إناث ومن حيث المرحلة الدراسية.
هذا الإجراء سريع ولا يرتب أية كلف مالية على مديرة تربية لواء سحاب, ولا على وزارة التربية والتعليم, إلا أن ذلك يوفر على الطلبة وأولياء امورهم الجهد والمال والمعاناة اليومية صيف شتاء, ويعمل على ضبط سلوك الطلبة الذكور بعض السلوكات السلبية اثناء حركتهم, ويضمن وصول الطلبة إلى مدارسهم دون تأخير عن الحصص وبالذات الحصة الأولى, وضمان حضور هؤلاء الطلبة لفعاليات الطابور الصباحي, ويضمن أيضاً التقليل من الحوادث المرورية والسير على الطرقات نتيجة لسير الطلبة لفترات طويلة في الشوارع والطرقات للوصول إلى مدارسهم البعيدة عن أماكن سكنهم.
دمتم بخير.
أ.د رشيد عبّاس / مدير تربية وتعليم لمحافظة الزرقاء سابقاً.
عضو مؤسسة إعمار مدينة سحاب حالياً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-07-2023 02:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |