17-07-2023 10:17 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
نحو شهر في كندا، وتحديداً في مقاطعة كيبك، أكبر مقاطعات البلاد البعيدة عن بلدنا الأردن لسفر يوم وأكثر في الطائرة، وهي رحلة تمتزج فيها الإجازة، مع البحث عن مشاهدة كل جديدٍ، في بلدٍ يمتاز ببنيته التحتية التي تأسست لا لتخدم جيلاً واحداً وحسب وإنما الأجيال المقبلة.
فهذا البلد الذي لطالما كان في مخيالنا بعيداً ليس بالجغرافيا وحسب، بل وبالسياسة، وأنت تتجول في أنحائه تدرك أنه محب للتاريخ والعلم والثقافة، فمتاحفه مفتوحة، ويخزن الكنديون ذاكرتهم ويوثقونها، وذلك ما يستوقفك وأنت تجول في بعض من مكتباته المحلية، حيث إن لكل مقاطعة وبلدية العديد من المكتبات المفتوحة للجمهور، علاوةً على تقدير الكنديين للمعرفة بشتى أنواعها.
زرنا العديد من الأماكن هنا، من شلالات نياغارا، إلى العاصمة الممتدة، التي تشعرك تفاصيلها أنها عاصمة لبلدٍ شاسعٍ في أراضيه، من مبانيها الشاهقة، ومبانيها القديمة، فالكنديون يحافظون على معالم بلادهم، مدركين أن التاريخ، وإرثه المادي ليس ملكاً لهم وحسب بل للأجيال المقبلة.
وهذه النزعة التي تلمسها أينما تأملت من مشاريع، وطريقة بناء وتوزيع للحقول، والبنى التحتية، هي التي تستحق أن نتأملها، ذلك أن الفكرة ليست التفكير بجيلنا الحاضر وحسب، بل بالتخطيط للأجيال المقبلة، وهذا هو أسلوب الشعوب التي تنتمي لبلدانها، فرغم وفرة الموارد إلا أن كل شيء يتم التخطيط له، يأخذ بالحسبان حق الأجيال المقبلة، بالمورد والأرض، وحتى بالعلم والثقافة.
خلال زيارتي لعددٍ من مكتبات كندا المحلية، التقيت بالكثير ممن يعرفون الأردن، ولديهم بعض الإطلاع عنه كبلدٍ شرق أوسطي، والسؤال هو عن الملك عبدالله الثاني، الذي زار كندا عديد المرات، فالدبلوماسية الملكية نجحت في خلق صورةٍ محببة عن أردننا، ونجحت في تكريسه كوطنٍ محبٍ للسلام والخير، رغم أنه وسط دوامةٍ صعبةٍ من المتغيرات.
والأردن علاقاته الدبلوماسية مع كندا عمرها أكثر من نصف قرنٍ، إذ افتتحت كندا سفارتها في عمان عام 1967م، وتأسست سفارتنا في أوتاوا عام 1973م.
ومن بين أهم الاتفاقيات بين بلدينا، اتفاقية التجارة الحرة (FTA) وتشمل اتفاقية بين وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية ووزارة الخارجية والتجارة والتنمية الكندية بخصوص استيراد الأجهزة الطبية، وبيننا تعاون في الطاقة النووية السلمية، والطاقة المتجددة، وتعاون ثقافي وتعليمي يستهدف المعلمين وتنمية قدراتنا التعليمية.
نهايةً، كندا بلد قريب من القلب للزائر، رغم درجات حرارته المنخفضة إلا أنه في الصيف فيه طبيعة خلابة، وهذه الزيارة كانت فرصة لترى تفاصيل شعوب أخرى، تعيش بهدوء وتقدر قيمة الوقت والعمل.. وهذه الزيارة كانت فرصة لتدرك كأردنيٍ اعتزازك بوطنك وقيادتنا الهاشمية التي تسعى لأن توجد مكاناً لوطننا الكريم وسط عالمٍ ممتدٍ يريد أن تتكلم كي يراك، ونحن في بلدنا العزيز، وبفضل جهود مليكنا المفدى حاضرون كبلدٍ محبٍ للإنسان والسلام.. حمى الله الوطن العزيز.. الذي لا يعادله شيء، أردننا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-07-2023 10:17 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |