بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
يعكس عدد تعريفات الأيديولوجية اتساع الموضوع والنطاق الواسع لفهم المفهوم. وقدم الفيلسوف الفرنسي دي تريسي مُصطلح "الأيديولوجية" منذ أكثر من 200 عام. وتم تعميم هذا في كتابه ونشر خلال عصر التنوير الفرنسي.

وتطور المُصطلح لاحقاً بطرق مُختلفة أصبحت الحاجة مُلحة للوقوف جلياً حول كيفية وشكل الخطاب الذي نريد .


وتطور المُصطلح بطريقة لا تشير فقط إلى علم الأفكار ، ولكن أيضا إلى المواقف المختلفة فيما يتعلق بالإنسان والمُجتمع ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك. كما أنها تستخدم للإشارة إلى الفكر الديني الذي كان يهدف إلى الشمولية وغياب العقل .والأيديولوجية نظام من الأفكار أو نمط من المُعتقدات يحدد تفسيرات المجموعة لبعض جوانب العالم.

ويُساهم توسيع واتساع التفسيرات وفقا لقيم المجموعة وأهدافها في إنشاء مجموعات أيديولوجية مختلفة. وبما أن كل مجموعة تعتقد أنها تحتكر الحقيقة المطلقة، فإن جميع المجموعات ستصل إلى نقطة معينة تتجاوز حيث لا يمكن لأي مجموعة أن تنتقد المجموعات الأخرى دون أن تنتقد هي نفسها أيضا.


وتمثل الأيديولوجيات عادة النماذج العقلية التي يتبناها الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات أو المنظمات أو حتى المُجتمعات ، الذين عبروا عنها في سياقات مختلفة. تستخدم اللغة لوصف الأيديولوجيات من حيث الأهداف والمعايير والمعتقدات والقيم. ويتبنى الأفراد عادة أيديولوجيات مُختلفة. للتعبير عن أشخاص مُحددين ويحتاج أعضاء المجموعة إلى تحديد وتمثيل أنفسهم على أنهم أعضاء في مجموعات ليكونوا قادرين على العمل كأعضاء في المجموعة.


وتبني المجموعات المُتطرفة أيديولوجياتها من خلال الاعتماد على قيم ثقافية ومعايير اجتماعية محددة تختارها بعناية لمساعدتها على تحقيق أهدافها ومصالحها ؛ عادة ما تسلط كل أيديولوجية الضوء على إيجابيات المجموعة بينما تخفي سلبياتها. وأوضح فان ديك أن "الاستراتيجية العامة لجميع الأيديولوجيات تبدو إيجابية في تقديم الذات والعروض السلبية الأخرى. وهذا ينطوي أيضا على تحركات مختلفة للتخفيف من أو إخفاء أو إنكار الافعال أو الممتلكات السلبية والممتلكات الايجابية التي يكتنزها الفرد .


وتُشير الأيديولوجية إلى المُعتقدات والقيم التي تشترك فيها مجموعة أو مُجتمع أو طبقة معينة ، سواء كانت دينية أو سياسية أو اقتصادية، وهذا ما يجعل التفريط في عملية الخطاب يتحول إلى فوضى في الخطاب مما يستدعي الحد من هذه الخطابات التي قد يكتنفها التطرف، والتطرف هنا المقصود به الخروج عن المألوف الذي ينبني على القيم التي تنظم حياة الافراد ، فضلاً عن الخروج عن العرف والعادة ، وهذا ما يجعل المُجتمع يغرق في فوضى قد لا يمكن ان يتم ضبطها بالشكل الذي يجعلها أكثر عقلانية وأكثر أخلاقية .