بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
يُعد الازدحام المروري مشكلة كبيرة تُؤرّق الكثير من الدول ، فهي تعد من أكبر التحديات، وذلك سبب نتائجه السلبية على الأفراد والمُجتمع، وكما تؤثر سلباً على اقتصاد المدن ومستوى الحياة في المدينة وتزداد هذه المشكلة تعقيداً بسبب التزايد المستمر في أعداد السيارات التي من المتوقع أن يتضاعف عددها ليصل إلى أكثر من 2 مليون سيارة في الاردن بحلول عام 2030،
ويلعب الذكاءالاصطناعي دوراً هاماً في تسهيل كافة المجريات الحياتية ، حيث اصبح استخدامه عاملا مهما في السرعة وتقديم حلول مميزة ودقيقة ، خاصة انه يسهل العمليات التي يتم استخدامها سواء في العامليات الاقصتادية واو الادارية او الطبية ، فضلا عن الاستخدامات العسكرية التي اصبح فيها عاملاً مهما لتوفير الوقت والجهد والمال .


واليوم أصبح الذكاء الاصطناعي مهما في عمليات المرور ونزع فتيل الازمات المرورية التي تأخذ وقنا وجهداً من كثير من مستخدمي الطريق خاصة في ساعات الصباح الاولى حيث يذهب الموظفين والعاملين كل الى مكان عمله ، ومهنا لا بد من استخدام الذكاء الاصطناعي لايجاد حلول ناجعة لهذه الازمات وذلك من خلال تغذية منظومة الذكاء الاصطناعي بالبيانات المتعلقة بعمليات المرور من أجل التنبؤ بالحركة المرورية وأماكن الاختناقات ومتوسطات سرعات السيارات على الطرق.


وان هذه المنظومة الجديدة تستطيع وبكل كفاءة وسرعة أن تحلل البيانات المرورية في الساعة الماضية، ثم تصدر تنبؤات في غضون أجزاء من الثانية بشأن أماكن الازدحام المروري خلال الساعة المقبلة بدقة بالغة مما يجعل المرور اكثير سهولة واقل ازمة وازدحاماً . وان تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي والحواسيب الخارقة من أجل علاج هذه المُشكلة التي شكلت ولا زالت تُشكل ارقا للقائمين عليها ، خاصة مع سرعة تزويد هذه الحواسيب بكميات ضخمة من البيانات، وقدرات حوسبية فائقة للتعامل معها،وأن الحاسب المكتبي العادي يمكن أن يستغرق ثلاثة أسابيع من أجل تدريب برنامج المرور على التنبؤ بالحركة المرورية، بينما هذه العملية لا تستغرق أكثر من ثلاث ساعات بوساطة جهاز حاسب خارق.


اليوم ومن خلال برامج المرور العادية والالكترونية التي يمكنها التعامل مع البيانات غير الضخمة ، والتي يتم جمعها من خلال اجهز الا ستشعار المثبته في كثير من الموقع والنقاط المرورية ، فان الوضع المروري وما يشهده من ازدحامات وازمات مرورية فهو بحاجة للذكاء الاصطناعي من اجل المساهمة في حلول هذه المعضلة خاصة أن منظومة الذكاء الاصطناعي وما تحوية من سرعة في المعالجة والقدرة على الاستحواذ على البيانات الضخمة جدا يمكنها التعامل مع بيانات تم الحصول عليها من أكثر من عشرات الالاف الموقع المرورية والنقاط الساخنة ،علاوة على تنفيذ هذه المهمة في زمن قياسي، مُقارنة بالبرامج السابقة. التي تُعتبر تقليدية مُقارنة مع الذكاء الاصطناعي .