سرايا - سرايا- واجه المسلسل الفلسطيني الكوميدي "وطن ع وتر" موجة انتقادات رسمية وشعبية ودعاوى قضائية ضده عقب استمرار عرضه على شاشة تلفزيون فلسطين لثلاث سنوات، بلغت حد إصدار النائب العام الفلسطيني أحمد المغني قرارًا بوقف بث حلقات المسلسل على شاشة التلفزيون الرسمي.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه يبدو أن من أكثر الحلقات التي تسببت بوصول هذه الأزمة إلى حد قرار الوقف؛ الحلقة التي تناول فيها فريق العمل الفني، وبأسلوب ساخر، مواصفات أي شخص يطمح إلى منصب الوزير في الحكومة الفلسطينية المرتقبة، واعتبار الارتباط والعمل مع المخابرات الإسرائيلية شرطًا للحصول على ذلك، حسب بعض مقاطع الحلقة الكوميدية ضمن هذا المسلسل.

واستند النائب العام في إصدار القرار إلى قانون النشر والمطبوعات الفلسطيني الذي يتيح له وقف المسلسل بعد أن اعتبره إساءة للمجتمع الفلسطيني ورموزه، بالإضافة إلى ثلاث شكاوى قدمها نقيب الأطباء، ورئيس هيئة مكافحة الفساد، ومدير عام الشرطة.

وقال النائب العام الفلسطيني لـ"بي بي سي": "إن هذا المسلسل تخطى كافة الخطوط الحمراء، واستعمل ألفاظًا نابيةً ضد رموز وطنية للشعب الفلسطيني. لا يُعقل أن يصل الاستخفاف إلى درجة وضع ضريحَي الراحل عرفات ومحمود درويش في الدرجة ذاتها مع القمامة. هذه الأسباب بالإضافة إلى ثلاث شكاوى قُدِّمت إلي، تقف خلف اتخاذي قرارًا تأنيت كثيرًا قبل الإعلان النهائي عنه".

النقد الكوميدي والسياسي اللاذع لرموز الشعب الفلسطيني ومشكلاته الاجتماعية والداخلية صفات ميزت أعمال فريق "وطن ع وتر" الفني منذ دورته الأولى؛ فقرار وقف عرض المسلسل اعتبره فريق العمل الفلسطيني سابقةً خطيرةً تمس حق حرية التعبير والفن الفلسطيني.

وقال كاتب النص والممثل الرئيسي في مسلسل "وطن ع وتر" عماد فراجين، خلال مقابلة معه: "هذا عار على الديمقراطية الفلسطينية. وهو قرار ينذر بمرحلة بوليسية خطيرة. هناك خوف من وصول الربيع العربي إلينا والذي يطالب بالحريات العامة والديمقراطية؛ لذلك اتُّخذ هذا القرار".

وفيما ربط البعض قرار وقف المسلسل بمشكلات بين فصائل فلسطينية والمشرف العام لهيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين ياسر عبد ربه؛ فقد اتُّهم بدعم أفكار المسلسل لدوافع شخصية؛ الأمر الذي رفضه الأخير جملةً وتفصيلاً- ذهب البعض الآخر إلى التعبير عن رأيه في هذه القضية عبر موقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني "فيس بوك" إما بتأييد قرار وقف المسلسل أو برفض ما اعتبروه مساسًا بالديمقراطية ونهجَ تكميم الأفواه.