23-07-2023 01:35 PM
بقلم : الدكتور فارس محمد العمارات
التسامح الديني هو كل مفهوم يُعني أن لكل فرد في الكون الحق في أن يؤمن بما يراه حقاً بدون اي اكراه أو اجبار ، وجاء في مُحكم التنزيل " لا اكراه في الدين قد تبين الرُشد من الغي " وان هناك حرية في المُعتقد ، وهذا يجعل كل له اختيار بما يراه مناسباً له وان كان البعض منهم قد يتمادى في التوجه والاختيار وحرية التعبير غير المناسبة والتي تُخالف الشعور الديني لدى طائفة اخرى ، وأن الحرية الحقة التي جاء بها الاسلام هي حرية الاختيار في كل ما يراه مناسباً له الفرد اي كان واينما كان ، وان تكون له الحرية في أداء شعائر دينه كما يشاء وأن يكون الناس من مُختلف الأديان متساوين أمام قوانين الدولة.
وهنا دعونا ننظر إلى الإسلام في ضوء هذا ونرى أنه من حيث مبادئه وتعاليمه. الأصل هو أنبل الأديان في تحقيق هذه المبادئ، والباحث في التسامح الديني في الإسلام ملزم بالنظر إليه من منظورين: جانب المذاهب المختلفة في الإسلام نفسه، وجانب نظرة الإسلام إلى أهل الديانات الأخرى.
يعتبر مفهوم التسامح من أهم الأخلاق التي تروض الاختلاف وتحوله إلى رحمة بين الناس، بدلا من أن يكون مصدرا لزرع الكراهية والضغائن وتوليد الصراعات. وبقدر ما يظهر التسامح الدوافع الطيبة لأحد الطرفين، بقدر ما يقمع الدوافع الشريرة للطرف الآخر، فإن الحاجة إلى التسامح ضرورة ملحة حتى لا تكون الكراهية بديلا في المجتمع وخيارا بين الناس.
لا شك أن مبدأ التسامح عظيم، لأننا جميعا أناس يخطئون، ونحتاج إلى الكثير ممن يغفر لنا بدلا من أن يكرهنا حتى تنشأ بيننا كراهية وكراهية تنتقل من جيل إلى جيل. بالأحلام والتسامح والتسامح، للحد من تطورها وانتشارها داخل المجتمع،
لقد أصبحت عملية التعامل مع هذه المعضلة الاجتماعية العالمية ضرورة مُلحة، حيث لا ينبغي أن تقتصر فقط على الجهود الأمنية التي تبذلها الدول للحد من خطرها وانتشارها، بل أصبح من الضروري نشر وتعزيز قيم التسامح بين جميع شرائح وفئات المُجتمع في جميع الجوانب، والسعي لتخاطب بطرق شتى سيكون نتاجها التفاهم والحوار في ظل اجواء عقلانية معرفية ايجابية غير سلبية لا تتميز بالحقد أو التعصب أو الاساءة.
إن التسامح بعيداً عن أي تمادي أو اختراق لشعور الاخرين لا يترك مكانا للتطرف والتطرف بين المُجتمعات، بالإضافة إلى أنه يُجنب أفراده مخاطر الانزلاق إلى دروب الجهل والعزلة والتبعية، ويبعدهم عن هاوية التطرف، ليس فقط داخل المُجتمع الواحد بل حتى في علاقة المُجتمعات ببعضها البعض في لغتها، والتنوع الثقافي والديني. والافراد في هذا العالم قوة ودرع يحمي الحقوق والحريات من أي انتهاك مُحتمل من قبل أي جاهل أو متطرف قد يتمادى في الاساءة لاي اي معتقد او دين او مفهوم احترامه واجب على كل فرد في هذا الكون بغض النظر عن المُعتقد والدين .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-07-2023 01:35 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |