24-07-2023 08:22 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
صادفت الخميس الماضي، الذكرى الثانية والسبعون لاغتيال الملك المؤسس، عبدالله الأول ابن الحسين، نحو ثلاثة أرباع القرن، أو أقل مضت على حدثٍ غير من وجه التاريخ في وطننا، أو يمكن القول، إنه أهم الأحداث في بداية تأسيس هذا الوطن.
فاغتيال الملك المؤسس، كان في لحظةٍ تاريخيةٍ فارقةٍ، حيث كان هذا الوطن العزيز، في خطاه الأولى، يحمل حلمه بالوحدة، وهمه أيضاً، في أن يكون وطناً أنموذجاً يؤسس للعرب أنموذجهم، وهذا أمر أدركه الملك المؤسس طيب الله ثراه، فأسس الأردن وأرسى مفاهيم وطنٍ محبٍ لقوميته، وأراده للإنسان العربي رصيداً، ووطناً، عصياً على محاولات الانتداب آنذاك في أن يبقيه مستعمرةً منسيةً على هامش الجغرافيا، فكان صبر الملك المؤسس، وكانت مبادئه التي أرست وطناً عنيداً مدركاً لدوره، تجاه الجغرافيا، ووفياً لدوره تجاه أمته، وبخاصة فلسطين وقضيته? الأولى القدس الشريف، وصونها، حتى استشهد طيب الله ثراه على عتبات الأقصى.
وبعد هذه السنوات، كثيراً ما يزال يروى في سيرة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، فباستشهاده خسرت الأمة آخر قومييها الصادقين ممن خبروا العرب، وأدوارهم، وخاضوا غمار الحرب والسياسة لأجل رفعتهم، فكان شهيداً بخسارته طويت صفحة وبدأت أخرى، من تاريخ القومية العربية.
ذلك أن الملك المؤسس ينتمي إلى جيلٍ عربيٍ قوميٍ نقيٍ بمعدنه، آمن بمقدرة الإنسان العربي، وشرعية ومشروعية انتمائه للحضارة الإنسانية، من منطلقات شرعية القومية، والدين، والواجب.
وحمل هم فلسطين في أولى سنوات قضيتها، بخبرة الشيخ الجليل العروبي الذي خاض معارك التحرر الأولى، ضد التسلط العثماني، فكان أحد الرواد في عالم العروبة، والبذل لأجلها، رفقة والده الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
كان الملك المؤسس من أبرز قادة الثورة العسكريين، إذ تولى قيادة الجيش الشرقي الذي حاصر المدينة المنورة وشل قدرة أكبر حامية عسكرية تركية كانت تتمركز هناك وقوامها 14 ألف جندي، وبقيت تحت الحصار حتى نهاية الحرب العالمية الأولى حيث استسلمت لقوات الثورة بقيادة الملك المؤسس عام 1918.
وخرج الملك المؤسس في أولى تحركاته من الحجاز متوجها إلى الشام على رأس كوكبة من جند الثورة العربية الكبرى، وحين بلغ مدينة معان وجه النداء لأحرار العرب للانضمام إليه، بعد أن أعلن تطلعاته في حماية الأمة العربية والحفاظ على استقلالها والدفاع عن قضاياها العادلة.
كان الملك الشهيد المؤسس، مؤمناً بهذا الوطن، وأن الأردن هو حاجةً لأمته، فأرسى مؤسساته الأولى، وأرسى مفاهيم العروبة لهذا الوطن، حيث بقي الأردنيون مؤمنون أن لهم مكاناً ودوراً، لأجل حاضرهم، ولأجل أمتهم، فكان الأردن المعتز بدوره لاحقاً، وبذل ملوكه في سبيل قضايا أمتهم، وإعلاء شأن الإنسان العربي.
ومن منجزاته، طيب الله ثراه، انتزاع الاستقلال التام، فأخذ الاردن يمارس دوراً متقدماً عربياً ودولياً ويشارك في المؤتمرات واولها مؤتمر قمة انشاص في 28 أيار 1946م بعد ايام من استقلال الدولة، ومن ثم يتبوأ الاردن مركزاً متقدماً في خدمة القضية الفلسطينية.
وخلال حرب 1948، بذل الجيش العربي الأردني في سبيل القدس وأجزاء أخرى من فلسطين، ونجح الجيش العربي في إلحاق الهزيمة في القوات اليهودية في باب الواد واللطرون والقدس وحافظ على القدس الشرقية رغم الهجمات الإسرائيلية الشديدة اللاحقة، التي حاولت دون جدوى انتزاعها من الجيش العربي الأردني.
في 20 تموز 1951م توجه الملك عبد الله إلى القدس لأداء صلاة الجمعة، ليقضي شهيداً على عتبات المسجد الاقصى وعلى مقربة من ضريح والده الحسين بن علي الذي ضحى من اجل كل العرب، لقد وثق الملك المؤسس مراحل حياته في سيرته التي كتبها، وهي تروي جانباً من مفاهيم هذا الوطن الوفي، والتي لا تزال حية حتى يومنا هذا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-07-2023 08:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |