24-07-2023 08:25 AM
بقلم : سهير بشناق
تقول في إحدى أوراقها المتعبة
يتملكني الحنين كثيرا للحب في زمن مضى بعمقه ورونقه وعطائه ومكانته وكأنه بات اليوم مختلفا غريبا لا يأتي إلا كعابر ويمضي..
تغيرت العلاقات الإنسانية كثيرا واستبدلنا كل ما يمكنه أن ينعش الحب بأيامنا بوسائل تواصل باردة موحشة كل ما تفعله أنها تزيد المسافات بين الآخرين وتبقيهم كالغرباء الذين يلتقون ولا يلتقون فتنطفئ بقلوبهم تدريجيا تلك المشاعر الجميلة التي لا تكبر إلا بالتواصل الإنساني الجميل كبوح صديق وقدرتنا على قراءة تفاصيل ملامحه التي لا تكون إلا بالقرب منه..
ذاك القرب الذي لم يعد يلتقي مع الحب وكأن المسافات تكبر يوما تلو الآخر بين الآخرين ولا نكترث فنمضي بغربه عنهم وعن أنفسنا.
يتملكني الحنين لصديق كان شفاء لوجع
ولبوح كان يطفئ الكثير من الألم ويمنحني طمأنينة وقناعات بأن الحياة لا تزال تحتمل اصدقاء لا يتكررون بالعمر.
يتملكني الحنين لحب مختلف لا يشبه شيء سوى دهشة وانتظار وصدق ورغبة بأن يبقى نابضا بقلوبنا لأننا ندرك جيدا أنه لا يتكرر بالعمر.
يتملكني الحنين لقلوب لا تنسى ملامح من تحب لأنها لا تبتعد ابدا وفي البعد يقسو القلب ويعتاد على ألا يحب كما كان.
يتملكني الحنين لزمن كان به الحب لا يكتفي إلا بسماع أصوات من نحبهم فلا نستبدل ذاك اللحن الجميل بأي شيء آخر كي نبقي دوما نحيا بهم.
يتملكني الحنين أن احتسي قهوتي على مهل.. وأن ابقى مع من نحبهم على مهل.. وأن أشتم رائحه الياسمين على مهل.. وأن أبوح لصديق ولربما لحبيب عن ما يعتريني من حزن أو ألم على مهل.
فهذا الزمن كل ما فيه مسافات بين الآخرين وغربة بين القلوب وحب لا يشبه الحب وكأن الحب بات خرافة لا نعلم أنصدقها يوما أو ندرك حقيقة غيابها موجع وبقاؤها بات صعبا أنهم لا يتكررون بالعمر كثيرا.
هم مضوا مع ذاك الزمن فلا هم يعودون ولا نحن بقينا كما كنا ليبقي حنينا كلما مر بنا تذكرنا كما كان الحب عميقا وكم كنا حقا سعداء..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-07-2023 08:25 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |