حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3206

هل كبُرنا فعلاً؟!

هل كبُرنا فعلاً؟!

هل كبُرنا فعلاً؟!

25-07-2023 09:18 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور المهندس أحمد الحسبان
ربما كبُرنا قبل أن نشيخَ أو نشيب؛ وربما اكتفت نفوسنا من متاعِ الدنيا الناقص الفاني، ووجدنا كمالَ الأرواح الباقية، نبحثُ عنها وفيها عن أشباهِنا، التي تُحبُّ ما نُحب، وتكرهُ ما نكره، لتكتمل الصورة بهم، كما تكتمل أجزاء لوحة الفسيفساء، بقايا من شتات سعادة، أرواحاً تتشابه، رغم اختلافِ أجسادها.

لم نعُد نحبُّ سماعَ الأخبار، ولا متابعةَ متكرراتِ الأحداث، وأمسينا ننأى بأنفسنا نحو الخلوة من المكان، ونحو الصفوة من الأخيار، نحو اللامحسوس الجميل السامي، تاركين خلف عقولنا وقلوبنا كلَّ المحسوس المؤلم البائس.

لا أدري إن كنُّا على صواب، أم أننا نهذي كالسكارى، يهربون من واقعِهم الأليم ببعض رشفات من ذلك الشراب الغريب، الذي يعتبره معاقروه تأشيرةَ دخولٍ للعالم الآخر الموازي، بلا قيودٍ ولا دينٍ ولا عقل.

لقد أسرفَنا كثيراً بما أسلفنا، وجرينا وراءَ سفاسفِ أضغاثِ أحلامِنا أو أطماعنا بإستزادة، قد نكون حقّقنا بعضاً منها بنجاح، وعندما وصلنا لذروةِ شهوتها وجدناها سراباً لا يروي عطشها، ثم نَصّبنا حُلُماً جديداً، ما أن نحققُه هو الآخر، حتى نتوصلَ لذات النتيجة؛ أن غرورَ النفسِ والجسد لا ينتهيان - إلاّ عندما يداهُمهما معاً هادمُ اللذات.

فأصواتُ أجسادنا لا تفتأ تعلو بالملّذات، لا تصمتُ إلاّ قسراً، يُخرسُ لسانَها إحرامُ صلاة، ويعرّي عوراتَها إحرامُ حجّ، ويُخوي أجوافَها جوعاً صيامُ رمضان، ويخرجُها عن خصاصةِ شُحِّها إخراجُ زكاتها فرضاً. فيما عدا ذلك تبقى الأجسادُ تصرخُ كالطفل، وتطلبُ المزيد المزيد من التدلل والمتعة واللذات - ولا تشبعُ بتاتاً.

خلاصةُ القول؛ لا أدري هل نحن نسمو للأسفلِ، أم أننا نغرقُ بالنعم وبالقممِ؟! إننا تائهون عن أنفسنا الحقيقية المجردة، التي خرجت ولم تعُد بَعد، وربما لن تعود - إلاّ لبارئِها.

بين الأبيض و الأسود - د. أحمد.








طباعة
  • المشاهدات: 3206
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-07-2023 09:18 AM

سرايا

2 -
زمان عن مقالاتك الرائعه دكتوراحمد، يبدو اننا قد سئمنا تكاليف الحياة، وادركنا الحكمة الالهية من الخلق، وان كل شيء زائل الا الله، ونخن لا نملك ترف الوقت لاستمرار الركض خلف الحياة الدنيا، فقد هرمتا، ولا نريد سوى الهدوء، والسلام، الله يعطيك الصحه والعافيه وطول العمر أن شاء الله، بالمناسبة انا اغلقت صفحتي ع الفيسبوك، وحذفت صفحاتي على باقي وسائل التواصل.
29-07-2023 03:37 AM

علي المعالي

التبليغ عن إساءة
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم