سرايا - يعاني السجناء في أمريكا من الحرارة العالية التي تضرب في كل صيف الولايات الجنوبية، خاصة ولاية "تكساس"، حيث يقبعون في معتقلات تفتقر لوسائل الحد من الحرارة القاتلة.

وعاش الأمريكي كالفن جونسون (67 عامًا) سنوات طويلة في أحد سجون "تكساس"، يعاني في كل صيف داخل زنزانته جراء درجات الحرارة المرتفعة بدون تكييف هواء، لكنه يبتكر عدة طرق إبداعية للبقاء على قيد الحياة.

وقال جونسون: "في بعض الأحيان يمكنك أن تترك المياه تتدفق عليك، وتضع سروالك وقميصك في الماء عدة مرات للتخفيف من شدة الحر.. في كثير من الأوقات رأيت بعض النزلاء يشربون الماء من المرحاض لأنه كان أبرد ببضع درجات مما هو عليه في مغسلة الزنزانة".

وأضاف: "لقد شاهدت أكثر من سجين يغمى عليه بسبب ارتفاع درجات الحرارة".

وفي العام الذي أُطلق سراحه فيه من السجن عام 2022، كان هذا هو ثالث أكثر صيف سخونة على الإطلاق في الولايات المتحدة، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وأدى الارتفاع المتزايد للحرارة في أمريكا إلى جذب الانتباه للسجون الأمريكية وما تعانيه، والدعوات إلى عمليات إصلاح للبيئة التي يعيش بداخلها المساجين.

وتفتقر 13 ولاية في المناطق الأكثر سخونة في الولايات المتحدة، بما في ذلك تكساس وأريزونا، إلى أجهزة تكييف الهواء الشاملة في السجون، وفقًا لتحليل أجرته مبادرة سياسة السجون، مما يخلق ظروفًا مميتة.

ووجدت إحدى الدراسات، التي نشرت في "Plos One"، أن "معدلات الوفيات في فصل الصيف بالسجون الحكومية بالولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 5.2٪".

ليس من الدقة وصف أي حالة وفاة بأنها مرتبطة بالحرارة، فوفقًا للإحصاءات الرسمية، لم تكن هناك وفيات مرتبطة بالحرارة منذ 2012
أماندا هيرنانديز
ومن بين 100 سجن تديرها وزارة العدل الأمريكية في تكساس، هناك 31 منها مكيفة بالكامل و 55 بها مكيفات محدودة في مناطق معينة، و14 ليس لديهم تبريد على الإطلاق، مثل سجن "وينرايت" حيث كان جونسون مسجونًا.

ووجد باحثون في جامعات "براون وبوسطن وهارفارد" الأمريكية، بأن "13٪ من الوفيات التي حدثت في سجون تكساس في الفترة ما بين 2001-2019 تُعزى لعدم وجود مكيفات هواء".

ومنذ منتصف حزيران/يونيو ، توفي ما لا يقل عن 9 سجناء؛ بسبب نوبات قلبية تم الإبلاغ عنها في سجون تكساس غير المبردة، حيث كانت مؤشرات الحرارة مرتفعة جدا، حسبما ذكرت صحيفة "تكساس تريبيون" الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن "14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم لأسباب غير معروفة في أيام الحر الشديدة، وأن العاملين في السجن عثروا على المساجين في كثير من الأحيان غير مستجيبين في الزنزانات".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم هيئة "الحقيقة والكرامة" الأمريكية، أماندا هيرنانديز، إنه "ليس من الدقة وصف أي حالة وفاة بأنها مرتبطة بالحرارة قبل اكتمال التحقيق، فوفقًا للإحصاءات الرسمية، لم تكن هناك وفيات مرتبطة بالحرارة منذ عام 2012".

وفي رد عبر البريد الإلكتروني، قالت هيرنانديز، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "الإدارة تتحمل مسؤوليتها في حماية السجناء والموظفين على محمل الجد، وللنزلاء حق الوصول إلى مناطق الراحة المكيفة عند الحاجة".

كولومبيا.. مقتل 51 في حريق نشب بعد أحداث شغب بأحد السجون
ويقول المدافعون عن السجون إن موقف تكساس المتشدد من الجريمة يجعل المشرعين مترددين في تحسين الظروف.

وأقر مشروع قانون في ولاية تكساس خلال الفترة الماضية بإبقاء السجون بين 18 درجة مئوية و 29 درجة مئوية، وتخصيص ميزانية تزيد على 343 مليون دولار لتجهيز سجون الولاية بتكييف الهواء.

لكن مجلس الشيوخ الأمريكي رفض مشروع القانون، وخفض الأموال المخصصة لتحسين الظروف، على الرغم من وجود فائض في الميزانية يزيد على 32 مليار دولار في تكساس، حسبما أفادت "بي بي سي".

من جهته، قال كليفتون بوكانان، وهو حارس سجن سابق في تكساس: "ليس السجناء فقط هم من يتأثرون بالحرارة. يعاني حراس السجن أيضًا، حيث إن العمل بهذه الظروف الجوية كمن يعمل في الجحيم".

المصدر: صحيفة "تكساس تريبيون" الأمريكية