بقلم : د. هبة أبو عيادة
إن التعلم مدى الحياة هو عملية التعلم المستمر طوال الحياة؛ وليس مجرد التحصيل العلمي، بل يشمل أيضاً التعلم الثقافي (أن تعرف شيئا عن كل شيء)، والتعلم الاجتماعي (يخالط النَّاسَ ويصبِرُ على أذاهم)، والتعلم المهني (اكتساب مهارة وحرفة). ويُعد التعلم مدى الحياة من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق النجاح في الحياة؛ إذ يُمكن الفرد من اكتساب المهارات والقدرات التي يحتاجها لمواكبة التغيرات المتسارعة في العالم، والحصول على فرص عمل أفضل، وتحسين مستوى معيشته.

هناك العديد من الفوائد التي يكتسبها الفرد من التعلم مدى الحياة كمهارة، من بينها: اكتساب المهارات والقدرات الجديدة، تحسين مستوى المعرفة والفهم، وتطوير التفكير النقدي والتحليلي، وزيادة القدرة على حل المشكلات، والتمتع بصحة نفسية وعقلية أفضل، وزيادة فرص العمل والحصول على دخل أعلى، بالإضافة للمساهمة في تنمية المجتمع وتطويره. أما الفوائد على الصحة النفسية للفرد. حيث يُمكنه من: تحسين الشعور بالثقة بالنفس والشعور بالرضا عن الذات وتقليل التوتر والقلق و تحسين المهارات الاجتماعية وزيادة فرص التفاعل مع الآخرين. أما الفوائد على المجتمع. إذ يُمكنه من: زيادة مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي وتحسين جودة الحياة للأفراد وحل المشكلات المجتمعية والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

هذه الفوائد ومن الطبيعي أن يتبادر إلى ذهن القارئ ما طرق التعلم مدى الحياة؟ هنالك عدة طرق، أذكر منها: حضور الدورات التدريبية والندوات. وقراءة الكتب والمراجع. ومشاهدة الندوات والبرامج التعليمية عبر الإنترنت. والانضمام إلى المجموعات والمنتديات التعليمية. والتعلم من التجارب والخبرات الشخصية.

إن التعلم مدى الحياة هو استثمار في المستقبل. فهو يُمكن الفرد من تحقيق أهدافه وتحسين حياته. فإذا كنت ترغب في النجاح في الحياة، فلابد لك من البدء في التعلم مدى الحياة اليوم. وأقدم إليك عزيزي القارئ بعض النصائح التي قد تساعدك على البدء في التعلم مدى الحياة:

أولاً: حدد أهدافك التعليمية. ما الذي تريد أن تتعلمه؟ ما هي المهارات والقدرات التي تريد اكتسابها؟

ثانيًا: حدد ميزانيتك التعليمية. كم من المال أنت مستعد للاستثمار في التعلم؟

ثالثًا: حدد مصادر التعلم التي تناسبك. ما هي الطريقة التي تفضلها للتعلم؟

رابعًا: حدد جدولاً زمنياً للتعلم. كم من الوقت أنت مستعد لقضائه في التعلم كل يوم أو كل أسبوع؟

خامسًا: لا تتردد في طلب المساعدة من الآخرين. إذا كنت تواجه صعوبة في التعلم، فهناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك، مثل الأصدقاء والعائلة، والمدربين، والمعلمين.

ومن خاض التعلم مدى الحياة ذاق لذته فهو رحلة ممتعة ومفيدة ومغذية للعقل ومجددة للروح وتُمكنك من التعلم والنمو والتطور طوال حياتك ومواكبة التغيرات المتسارعة في العالم وتتيح لك فرص الحصول على عمل أفضل وتحسين مستوى معيشتك بالإضافة للتمتع بصحة نفسية وعقلية أفضل، وخدمة نفسك ومجتمعك، لذا، لا تتردد في البدء في التعلم اليوم! وانطلق.

ختامًا، في ظل عالم سريع التغير، أصبح من الضروري أن يكون لدى الأفراد مهارات وقدرات جديدة حتى يتمكنوا من المنافسة في سوق العمل. والتعلم مدى الحياة هو السبيل لتحقيق ذلك. حيث يُمكن الأفراد من اكتساب المهارات والقدرات التي يحتاجونها لمواكبة التغيرات في سوق العمل، والحصول على فرص عمل أفضل والاستثمار الأمثل في المستقبل. فهو يُمكن الفرد من تحقيق أهدافه وتحسين حياته. فإذا كنت ترغب في النجاح في الحياة، فلابد لك من البدء في التعلم مدى الحياة اليوم.