حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 11190

ما علاقة التغير المناخي بازدياد العواصف الغبارية في الأردن ؟

ما علاقة التغير المناخي بازدياد العواصف الغبارية في الأردن ؟

ما علاقة التغير المناخي بازدياد العواصف الغبارية في الأردن ؟

11-08-2023 10:46 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - فيما أصبح التغير المناخي حقيقة لا يمكن إنكارها، لا سيما بعواقبها بعيدة المدى على النظم الإيكولوجية والمجتمعات البشرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، والأردن منها بسبب مناخه الجاف وشبه القاحل، بينت دراسة أعدتها الباحثة الدكتوره مرام العبادي من المركز الوطني للبحوث الزراعية، أن العواصف الغبارية، المعروفة محليا باسم "الهبوب" في الأردن، هي ظاهرة أرصاد جوية شائعة في المنطقة.

 


وظهرت مخاوف في الأردن جراء تزايد وتيرة هذه العواصف وشدتها، مؤخرا، ما يطرح السؤال: هل تزداد وتيرة العواصف الغبارية في الأردن نتيجة تغير المناخ؟

وتتميز هذه العواصف الغبارية برياح قوية تحمل كميات كبيرة من الغبار المحمول جوا وجزيئات الرمال، وتحدث عادة خلال المواسم الانتقالية في الربيع والخريف، ويرجع ذلك أساسا إلى الموقع الجغرافي للبلاد وأنماط المناخ الإقليمية.


وبينت دراسة العبادي أن ثمة علاقة للتغير المناخي بالعواصف الغبارية، وهي علاقة مرتبطة بعوامل أساسية منها درجة الحرارة والجفاف، حيث أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، وهذا الارتفاع يعزز معدلات التبخر، ما يساهم في زيادة الجفاف، ونتيجة لذلك تكون التربة أكثر جفافا وأزيد عرضة للتآكل، ما يسهل تكوين العواصف الترابية.


أما التغيرات في أنماط الرياح، وفق الدراسة، فيمكن أن يغير من أنماط الرياح الإقليمية، ويؤثر على تواتر وشدة العواصف الترابية، وقد تؤدي التحولات في أنماط دوران الغلاف الجوي، مثل تقوية الرياح السائدة أو تغييرها، إلى تعزيز حدوث العواصف الغبارية.


وبالنسبة للتغيرات في أنماط هطول الأمطار، فيمكن أن تؤثر أيضا على العواصف الغبارية، حيث يؤدي انخفاض هطول الأمطار والجفاف المطول إلى تقليل الغطاء النباتي، ويترك التربة عرضة للتدهور والتآكل بسبب الرياح، وبالتالي يتسبب بتكثيف العواصف الغبارية.


وقالت دراسة العبادي إن الأردن شهد في الفترة الاخيرة تزايدا في العواصف الغبارية، على مدى العقود القليلة الماضية، حيث تشير بيانات الأرصاد الجوية المحلية والأدلة الواقعية من المجتمعات المحلية، فضلا عن صور الأقمار الصناعية، إلى ارتفاع في تواتر العواصف الغبارية وشدتها.


وفي نطاق متصل، كان للعواصف الغبارية تأثير واضح على جودة الهواء، حيث تؤثر تلك العواصف بشكل كبير على جودة الهواء، ما يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي ويقلل من الرؤية.


ومن خلال محطات الرصد المنتشرة في المملكة، تمت ملاحظة مستويات أعلى من الجسيمات المحمولة جوا أثناء أحداث العواصف الغبارية، ما يؤكد بشكل أكبر التواتر المتزايد لهذه الظواهر.


وأوضحت الدراسة أن العوامل المساهمة في هذه الظاهرة تتمثل بالتصحر وتدهور الأراضي، حيث تساهم الأنشطة البشرية، بما في ذلك الرعي الجائر، وممارسات الاستخدام غير السليمة للأراضي، وإزالة الغابات، في هذه المعضلة، وهذه العمليات بمجملها تجرد الأرض من الغطاء النباتي الواقي، ما يجعلها أكثر عرضة إلى التآكل، وبالتالي زيادة احتمال حدوث عاصفة غبارية.


وتابعت أن من بين العوامل أيضا، التوسع الحضري والبنية التحتية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم العواصف الغبارية، وإلى تدمير أسطح التربة، ما يؤدي إلى زيادة انبعاثات الغبار أثناء ظروف الرياح.


أما عن الآثار المستقبلية لزيادة العواصف الغبارية، فبينت الدراسة أن تزايد وتيرة العواصف الترابية تشكل مخاطر بيئية وصحية على المجتمعات الأردنية، حيث يمكن أن يكون للمستويات المرتفعة من جزيئات الغبار المحمولة آثار صحية ضارة، خاصة بالنسبة لللفئات ذات الاختطار العالي كالأطفال وكبار السن، وأولئك الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي.


ومن العواقب المحتملة للعواصف الترابية أيضا، وفق الدراسة، انخفاض الإنتاجية الزراعية بسبب ترسب الغبار على المحاصيل، وتعطل السفر والتجارة، وانخفاض جاذبية السياحة.


وعن الآثار الاجتماعية والاقتصادية، بينت الدراسة أن العواصف الترابية تؤثر سلبا على مختلف قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك الزراعة والسياحة والنقل.

 








طباعة
  • المشاهدات: 11190

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم