12-08-2023 08:21 AM
سرايا - يبدو أن محاولات سكان مخيم جرش بالحد من مشكلة انقطاع المياه عن منازلهم لفترات طويلة بإعلاء صوت الشكاوى لم تجد نفعا، بل إن الأمور تزداد سوء هذا الصيف، بعد أن سجل تواصل انقطاع المياه رقما قياسيا، وفق سكان قالوا، "منازلنا لم تصلها المياه منذ 45 يوما ونعتمد على صهاريج خاصة بأثمان مرتفعة لتأمين احتياجاتنا".
يقول صلاح الشيخ من سكان المخيم، "تعودنا في كل صيف على مشكلة انقطاع المياه عن المنازل، ودائما ما نتقدم بشكاوى للجهات المعنية ولكن المشكلة تتكرر".
وتابع "هذا الصيف تبدو المشكلة أعمق إذ إن منازل بالمخيم لم تصلها المياه منذ 45 يوما".
وأوضح الشيخ أنه وحتى مع وصول المياه عن طريق الشبكة فإن كمياتها قليلة ومدة الضخ لا تتجاوز بأحسن الحالات ساعتين.
نقص وانقطاع المياه ليست مشكلة محصورة بمخيم جرش، فمناطق عدة بمحافظة جرش تعاني نفس المشكلة، حتى أن بعض القرى لجأ سكانها الى "استعانة غير آمنة" بمياه ينابيع منها مصدرها مجهول، من أجل مواجهة الطلب المتزايد على استخدام المياه صيفا مقابل تراجع الضخ عبر الشبكات المزودة.
غير أن خصوصية مخيم جرش من حيث تلاصق الأبنية وضيق المساحات واعتماد المنازل على أسقف من صفائح "الزينكو"، تجعل حلول تخزين المياه غير ممكنه، ويضطر معها السكان الى التزود الدوري بالمياه حتى مع توفر كميات كبيرة منها.
أمام هذا الواقع، فإن أي تأخير في ضخ المياه إلى منازل المخيم يضع سكانه في أزمة نقص حادة، فيما انقطاعها لفترة طويلة يفاقم الأزمة أكثر.
في هذا الخصوص، يقول عيسى الصوالحة، إن طبيعة المساكن في مخيم جرش متلاصقة وضيقة وأغلب الأسقف من مادة الزينكو حالها كحال باقي الأبنية في معظم المخيمات، ولا يمكن في هذه الأوضاع شراء أكثر من خزان مياه بسعة مترين، كما أن حفر بئر لتجميع المياه أمر صعب.
وبين أن طوال العام يتم ضخ المياه بشكل اعتيادي بيد أن أشهر الصيف تتراجع معه عمليات الضخ وتتوقف لأسابيع، لافتا إلى أن التقدم بالشكاوى دائما ما يقابل بوعود تحسين الأوضاع مع تقديم حجج زيادة الطلب ونقص الكميات.
سكان المخيم باتوا مضطرين الى شراء صهاريج مياه على نفقتهم الخاصة، في وقت يرهق الاعتماد على هذه الصهاريج جيوبهم كون أثمانها مرتفعة ولا تتناسب وإمكانات أغلب سكان المخيم المتواضعة.
ويصل في بعض الأحيان سعر المتر الواحد إلى 8 دنانير، وهو سعر يراه السكان بالمخيم مرتفع جدا، ويدل على عمليات استغلال من بعض أصحاب الصهاريج للسكان.
في المقابل، يؤكد رئيس لجنة خدمات مخيم جرش خضر العبسي أن مشكلة نقص التزويد المائي في فصل الصيف من المشاكل المستعصية منذ سنوات في المخيم وتسعى لجنة الخدمات الى الوصول لحل مع الجهات المعنية بخصوص هذه المشكلة ولكن دون جدوى. وتابع أن كل الوعود ذهبت أدراج الرياح ولم تنفذ على أرض الواقع ومنها زيادة ساعات الضخ وكميات المياه وتغيير موزعيين المياه وغيرها من الإجراءات التي تخفف من حدة المشكلة التي يعاني منها قرابة 35 ألف يقطنون المخيم.
وتتفاقم المشكلة في مخيم جرش نظرا لأن طبيعة المساكن في المخيم وصعوبة تخزيين المياه تزيد من معاناة السكان فهم محرومون من شراء كميات كبيرة من المياه تغطي حاجتهم لأسابيع أو تجميع مياه الأمطار أو زيادة عدد الخزانات على أسطح المنازل كونها مساكن صغيرة ومتلاصقة وبنظام أبنية خاصة لا تتحمل أي حمل او ثقل على سطحها، بحسب العبسي.
واعتبر أن انقطاع المياه عن أحياء عديدة لمدة 45 يوما، يعد أمرا لا يمكن تحمله، والبديل المتوفر هو الصهاريج الخاصة التي ترهق جيوب السكان، الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة جدا وبالكاد قادرين على تأمين قوت يومهم.
ولم تجب إدارة المياه بالمحافظة على الاتصالات المتكررة من أجل الحصول على رد حول مشكلة انقطاع المياه بمخيم جرش.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-08-2023 08:21 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |