16-08-2023 02:18 PM
بقلم : عمر النادي
كثيرون سمعوا عن ظاهرة النينيا وعن مساهمتها في زيادة فرص الأمطار ،ولكن القليل منهم يعرف ماهية هذه الظاهرة ولا كيفية عملها وتأثيرها على المناخ، والكثير ايضاً من سكان العالم ربما لم يسمعوا بظاهرة النينو والتي تعني بالاسبانية الطفلة الصغيرة،وهي الظاهرة الأشد والأخطر من ظاهرة النينيا ،وهي التي تسببت او كانت احد الاسباب الرئيسية لما نشهده من تغيرات على وجه كرتنا الأرضية وهي المسؤولة عما نشاهده على وسائل الاعلام من كوارث وحرائق هنا وهناك.
في الرابع من تموز الماضي اعلنت المنظمه العالمية للارصاد الجوية ان ظاهرة النينيا تحولت الى نينيو ،وتلقى الناس الخبر بكل غموضه ولم يستوعبوه ،لأن من اعلن عنه لم يقدم شروحات كافيه ليفهمها الناس ويستوعبوا كيفية عمل هذه الظاهرة الوليدة والجديدة .
من المعروف ان البيرو والاكوادور دولتان تقعان جنوبي خط الاستواءولهم سواحل ممتدة على المحيط الهادئ،ومن المعروف ان الدول الواقعه على خط الاستواء تكون درجات حرارتها اعلى من مثيلاتها من الدول وان المياه في هذه الدول غالبا ما تكون دافئة وثابته حرارتها على مدار العام مع استثناءات طفيفه.
الصيادون في دولتي البيرو والاكوادور لاحظوا منذ اكثر من اربع سنوات ان درجات الحرارة في المياه تزداد حرارة احياناً واحياناً اخرى تصبح باردة،وان هذا التغير في درجات الحرارة لا يحدث كل عام،فيمكن ان تحدث عام وراء الاخر واحياناً تغيب لاكثر من عام ثم تعود من جديد.
وفي فترات تغير درجات الحرارة لاحظ الصيادون اختفاء او موت المخلوقات البحرية وعزو ذلك لتغير درجة حرارة المياه ،الصيادون بعد ملاحظتهم للتغيير اطلقوا على ظاهرة سخونه الماء النينيو وعلى البرودة النينيا ، وهذه الظواهر هي ما تعرف علمياً باسم التذبذبات الجنوبية.
رغم كل ملاحظات الصيادين الا انه لم يدركون مدى خطورة هذه الظاهرتين على البشر والارض.ولم تكن من اهتماماتهم المحصورة في صيد البحر وبيع ما يصيدونه ،على الرغم من هناك قصص كثيرة في مجتمعهم كانت تحكي عن زوال حضارات كحضارة المايا بسبب هذه الظواهر ،وان الكثير من العواصف والفيضانات والاعاصير والحرائق حدثت في بلاد عديدة كان سببها نوّات (مفردها نوّة) البحر والمحيط،والتغيّر في درجات حرارة الماء والتي تنعكس بالضرورة على حركة الهواء الملامس للماء.
بعد الحديث عن هذه الظاهرة وانتشار اخبار اسطورية عنها ،وبعد الكم الكبير الذي شهدته الارض من حرائق في بعض الغابات وعن تصحر أراض كانت لفترة خضراء يانعه وجفاف بعض الانهار، بدأ العلماء في دراسة هذه الظواهر ومنها الدول العربية ايضاً بدأت بتشكيل مراكز دراسات حول الظاهرة.
الان السؤال الذي يحاول الكثير ايجاد ايجابات له هو لماذا ظاهرة النينيو اخطر من النينيا رغم تشابهم في آلية العمل، والجواب ببساطه ان العالم بعد الثورة الصناعية من القرن الماضي ظهرت مشكلة ازدياد درجات الحرارة والخوف من الوصول الى مرحلة لا يمكن فيها احتواء الاحترار العالمي وثقب الاوزون واثره عالحياة ، وتثبيت درجة حرارة الارض لمنع ذوبان الجبال الجليدية وغرق دول كثيرة ،فاجتمع علماء الارض برعاية الامم المتحدة في باريس وتم رصد مائة مليار لمعالجة الانحباس الحراري ووقع اكثر من 175رئيس دولة على وثيقة تعاون عالمي لمواجهة هذه الظواهر . ومع كل هذا الحرص العالمي ارتفعت درجة حرارة الارض من 1,1درجة الى 1,3. لهذا فان ظاهرة النينيو دقت ناقوس الخطر عالارض والبشرية ،لما لها من تأثير مرعب على المناخ وتغيراته في الكرة الارضية.
التسارع في العمل من قبل العلماء هو لتوفير سبل منع ارتفاع درجات الحرارة ووصولها الى درجتين فاصله سبع اعشار من الدرجة وهي الدرجة التي ستسبب ذوبان الجبال الجليدية في القطب الشمالي مما ينذر بكارثة غرق الارض وهذا ما دقت ناقوسه ظاهرة النينيو التي جائت لتحذر البشرية من الاخطار القادمة.