19-08-2023 02:15 PM
بقلم : علاء عواد
جميعنا دخلنا العالم الأزرق أو بشكل عام شبكات التواصل الاجتماعي من تويتر وفيسبوك ويوتيوب وو..الخ،
وفي خِضم ثوران الخلافات السياسية الكبيرة وتضخمها وغيرها من الخلافات الشخصية، أصبحنا نشاهد حربا كلامية شرسة ومشادات كلامية وشتائم غمرت الكثير من حسابات مستخدمين الإنترنت، وكل ذلك بين تضارب الآراء واختلاف في القضايا وعدم احترام الحرية الفكرية والتهكم بها لمجرد أنها لا تؤيد أو تصب في مصلحة قضية شخص أو جهة أخرى بالمقابل هناك عرض كبير للحياة الشخصية للمستخدمين أو من يطلق عليهم اسم المؤثرين فأضحى الزواج والطلاق والولادة والحياة الشخصية بكامل تفاصيلها على الهواء مباشرة بمعنى من يقرر الزواج يطرحه علينا لا بل وقد يأخذ رأينا به ومن يقرر الانفصال أيضًا يطرحه على الهواء وقد يأخذ رأينا بذلك وبمشاكله الشخصية وطريقة حياته حتى أننا أصبحنا نرى انفعالات وحوارات خارجة عن المألوف بين أي أصدقاء أصبحوا متخاصمين في فترة من الفترات فنسمع مصطلحات لا تليق بما هو مطروح في أيام الزمن الجميل البعيد عنا الآن.
كنا نختلف مع أصدقائنا أو أحبابنا ونرتقي لمستوى الغضب فقط حتى أقرب الأشخاص لدينا كانوا لا يعلمون أسباب خلافاتنا لكن الآن أصبح الخلاف على الملأ أصبح الأصدقاء أو من يدعون
الصداقة أو حتى الأزواج يختلفون على مواقع التواصل الاجتماعي ويطحنون بعضهم بأبشع العبارات واضف على ذلك أخذهم لآراء المتابعين البعيدين كل البعد
عن الحياة الشخصية للمؤثرين مقابل كل ذلك نرى أنفسنا نحن المتابعين لهؤلاء أول المعلقين لديهم وأول المنتقدين لهم
نكون من أوائل الساعين لشهرتهم نعلق لديهم وننتقدهم كم نحن متناقضين .
وفي ذات الوقت نجد مواقع على قدر من الإبداع والتقدم في طرح الأخبار السياسية
والاقتصادية وغيرها تقوم بعنونة بعض من أخبارها بخصوص من يدعون أنهم مؤثرين فلان طلق فلانة يا له من خبر عظيم حقيقة يجعلنا ننظر لانفسنا بطريقة غريبة هل من المعقول أن يطلق فلان فلانة ؟ ما الذي يحدث في مواقعنا الافتراضية ياترى ومواقعنا الإخبارية وحتى ما الذي يحدث لنا
نحن المتابعين والمعلقين
أن تكون مشهورًا يعني أننا أمام احتمالين: أن تكون مستحقًا لذلك لما لديك من الإفادة أو الشخصية النافعة/ذات الكاريزما،
وإما أن تكون ساعيًا للشهرة بلا أي رصيد معرفي يضيف إلى متابعيك أي شيء. لكن ماذا عن النرجسية؟
هل تدعم الشهرة النرجسية، أم نسعى نحن لها لكوننا نرجسيين؟
بداية، فيمكن تعريف النرجسية بأنها "سمة أو خصيصة شخصية تنطوي على رؤية الشخص لنفسه ككائن متفوق وأرفع مقاما ومنزلة.
وهذه الشخصية تأتي مع الإحساس بالتخويل أو التفويض "أستحق الأفضل"، أي
الميل لوضع الذات أولًا والاستخفاف برغبات وحاجات الآخرين و فرط تقدير الذات"
وفي هذا الشأن، فقد أفضت دراسة لمجموعة من الباحثين الكنديين بجامعة "يورك" إلى أن "الأفراد الذين يُمضون أوقاتا أطول على مواقع التواصل الاجتماعي،
يميلون إلى امتلاك شخصيات نرجسية وشعور دفين بعدم الأمان".
الأمر الذي يدفعهم إلى ترويج ذاتهم كالسلعة المعروضة للجماهير، ويزيد -بدوره- من نرجسيتهم واعتدادهم بأنفسهم وأنا أقول أننا نساعدهم بشكل كبير على ذلك
وفي عصر مواقع التواصل تزايدت مظاهر الهوس بالظهور والولع بتقليد المشاهير سواءً كانوا دعاة وعلماء صالحين أو سياسيين أو حتى فنانين ورياضيين.
والكثير من الناس يبدأ باستخدام مواقع التواصل لغرض التواصل الطبيعي أو لأهداف أخرى
وبمجرد ما يتم تسليط الأضواء عليهم، ويزيد عدد المتابعين والمعجبين، ويذوقوا طعم الشهرة، تتفتح شهيتهم للمزيد والمزيد
حتى يصلوا إلى مرحلة لا يستطيعون الاستغناء فيها عن الظهور.
وإذا قلّ عدد متابعيهم أو المعجبين تنتابهم حالة من الاكتئاب والضيق النفسي ويفقدون توازنهم ويؤثر ذلك على تقديرهم لذاتهم،
بل إن البعض مستعد لارتكاب جميع أنواع الحماقات في مواقع التواصل ليحافظ على الشهرة والظهور.
فنحن أمام ظاهرة تعكس الخواء الروحي والفكري والضعف التربوي، وتحتاج إلى تكاتف جهود الأسر و المؤسسات التربوية لتربية الأجيال على
الاستخدام الإيجابي للتقنيات الرقمية والتوعية بالمخاطر والسلبيات.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-08-2023 02:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |