حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,16 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 9928

في ذكرى إحراق الأقصى .. القدس ومقدساتها تتصدر الاهتمام الملكي

في ذكرى إحراق الأقصى .. القدس ومقدساتها تتصدر الاهتمام الملكي

في ذكرى إحراق الأقصى ..  القدس ومقدساتها تتصدر الاهتمام الملكي

21-08-2023 08:45 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - يستذكر العالم اليوم الاثنين الذكرى 54 لإحراق المسجد الأقصى الشريف، والدور الأعظم للهاشميين في تخفيف المصاب عن المسجد الأقصى وأهله منذ أكثر من قرن، بصفتهم أصحاب الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس، وما زالت مقولة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: "دفاعي عن حقوق المسلمين والمسيحيين في القدس واجب وإرث هاشمي"، يتردد صداها في نفوس الأمة، والتي تتعاظم في عينها جهود جلالته وخطاباته في كل المحافل الدولية لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحرير المسجد الأقصى الشريف.


ويسرد الكاتب والباحث المتخصص في شؤون القدس عزام أبو السعود لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أحداث ذلك اليوم قائلا "حدثني المرحوم والدي الذي كان عضوا في الهيئة الإسلامية ومجلس الأوقاف الأعلى بالقدس، بأنه لم ير هذا العدد الهائل من الناس القاطنين حول الأقصى، وفي البلدة القديمة، يتدافعون للوصول إلى الأقصى إلا في يومين اثنين، وهما يوم زلزال القدس عام 1927، ويوم حريق الأقصى عام 1969، فالناس حين الزلزال تدافعوا نحو الأقصى ليحتموا بساحاته المكشوفة من جهة، ومن جهة أخرى ليساعدوا في إزالة آثار الدمار الذي حل بالأقصى نتيجة الزلزال، وأدى إلى هدم الرواقين الشرقيين من المسجد".

ويضيف "في حريق الأقصى، تدافع المسلمون والمسيحيون صغارا وكبارا ونساء ورجالا للمساعدة في إخماد الحريق الذي شب في الجهة الشرقية من المسجد، وأخذ يمتد ملتهما الجنوب الشرقي، ومتجاوزا الرواق الأول والثاني والثالث، وامتد حتى الرواق الأوسط وأطراف القبة وصولا إلى منبر صلاح الدين التاريخي، والذي يشكل رمزا حقيقيا للتخلص من الغزاة، والذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من حلب إلى الأقصى بعد أن حرر القدس.


المؤرخ والمفكر الأردني الدكتور محمد هاشم غوشة، قال: كانت الساعة السابعة من صباح يوم الخميس في 21 آب عام 1969 ساعة شؤم على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، فقد أحرق متطرف إسرائيلي المسجد الأقصى المسقوف، وامتدت نيران الحريق لتلتهم حوالي 1500 متر مربع من مساحته.


ويلفت إلى أنه أصاب الحريق المشؤوم المنبر الأثري الذي أمر بصنعه السلطان نور الدين زنكي، ونصبه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المسقوف بعد تحرير المدينة المقدسة من الاحتلال الفرنجي في سنة 1187م، وقد وصف ابن الأثير الجزري صاحب كتاب (الكامل في التاريخ) منبر المسجد الأقصى المبارك قائلا: (لم يعمل في الإسلام مثله).


يقول"منذ أكثر من مائة عام، يستمر الهاشميون في وصايتهم التاريخية على المسجد الأقصى المبارك، فأعادوا ترميم المسجد، وصيانته، ومن أبرز مآثر جلالة الملك عبد الله الثاني إعادة بناء منبر المسجد الأقصى المبارك على النحو الذي كان عليه قبل الإحراق، فضلا عن الإعمارات المتتالية لقبة الصخرة المشرفة، وسائر معالم المسجد الأقصى المبارك".
وفي دراسة تأريخية فنية دلالية للدكتور منور المهيد، بعنوان إعادة بناء منبر المسجد الأقصى المبارك، منبر صلاح الدين الأيوبي، المنشورة في المجلة العربية للثقافة الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، جاء أن منبر صلاح الدين كان غاية في الروعة في صنعته، وانتدب له نخبة الصناع المهرة في النجارة ومعالجة الخشب المطعم بالعاج والرقش والنقش بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابة والتطعيم، فاختاروا أخشابه وقضوا في صنعه ثماني سنوات، في مدينة حلب بسورية التي كانت مشهورة وقتها بتفوق صناعتها الخشبية، إذ كان عملا فنيا ضخما في حجمه البالغ خمسة أمتار وخمسة وثلاثين سنتيمترا طولا وأربعة أمتار ارتفاعا.


ولفتت الدراسة إلى أنه مع إدراك صعوبة المهمة بإعادة بناء المنبر بعد احتراقه؛ نتيجة عدم وجود تسجيل توثيقي كامل للمنبر، أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الدينية على طرح مسابقة لإعداد المخططات التنفيذية للمنبر، فاز فيها مكتب هندسي أردني، استند في مخططاته إلى العديد من الوثائق الفنية والمعمارية المتعلقة به.
وأدى مشروع إعادة بناء منبر صلاح الدين الأيوبي، إلى إنشاء معهد أكاديمي يعنى بدراسة وتدريس الفنون والصنائع الإسلامية التاريخية، ثم تم التوجيه بإنشاء هذا المعهد في جامعة البلقاء التطبيقية ليكون أول مؤسسة أكاديمية في المنطقة تعنى بهذه التخصصات، وتوسع هذا المعهد ليصبح كلية جامعية متقدمة في تدريس الفنون والعمارة الإسلامية.


وبحسب موقع اللجنة الملكية لشؤون القدس، فإنه منذ تولي جلالته سلطاته الدستورية عام 1999 تم تنفيذ عدد من مشاريع الإعمار، بأمر جلالته وهو ما عرف بالإعمار الهاشمي الخامس الذي شمل مشروع إعادة بناء منبر صلاح الدين، حيث وضع في السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 2002 اللوحة الزخرفية الأساسية للمنبر في جامعة البلقاء التطبيقية في كلية الفنون الإسلامية، حين قامت بفضل القائمين عليها من أساتذة وعاملين بتنفيذ هذا العمل ليأتي مطابقا للمنبر الأصلي بتفاصيله كافة.


وفي الخامس والعشرين من شهر تموز سنة 2006، أزاح جلالته الستار عن منبر صلاح الدين في جامعة البلقاء التطبيقية مؤذنا ببدء إعادة المنبر إلى المسجد الأقصى، ومجسدا بذلك حرص الهاشميين على إعمار وبناء المقدسات الإسلامية، وتم نقل المنبر إلى موقعه في المسجد الأقصى، وبذلك أعاد الهاشميون الرمز المماثل لما أحضره أصلا صلاح الدين الأيوبي سنة 1187 من الحلوية (مبنى أثري صنع فيه المنبر الأول) في حلب.


أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله توفيق كنعان، يقول "يشكل المسجد الأقصى المبارك بمساحته الكلية 144 دونما عقيدة راسخة في قلوب الشعوب الإسلامية، وهو ركيزة تاريخية وسياسية ودينية وثقافية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الصهيونية في فلسطين التاريخية المحتلة خاصة في مدينة القدس.











طباعة
  • المشاهدات: 9928
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
21-08-2023 08:45 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم